View Single Post
Old 05-30-2011, 06:52 PM   #6
 
الخليفه
زائر

رقم العضوية :
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

في أي صحراء نقاتل خوفنا
و ندق رايات العدالة ثم ندفن في البعيد هزائم الوعي الكثيرة
كل القوافل ساومتنا- فانشغلنا بالمياه- ولم نجد غير الهزائم في حقائبنا
فبعناها جميعا و انصرفنا مثل أطفال الملاجئ
لم نرتكب خطأ سوى التصفيق للتجار و الشرطة
و لكنا تواعدنا- ليالي الظلم- أن نبقى هجائيين- حتى يستفيق الحرف من حمى التآكل
لذلك إنبهمنا, نراقب موكب الحكام ينفذ من مسام الجلد يفلت من أصابعنا و يمضي
هكذا تمضي المواكب دائما- في حبل دهشتنا
و نحن الشاربون عصارة الخصي المعتق نبدأ بالغناء
ليصفق التأريخ , هذا الشاهد الرسمي في كل المحافل
هل كان في التأريخ ما يكفي من الثورات و النزف الصدوق كي نسير إلى البطولة ؟
هل كان في معنى البطولة ما يشد الناس نحو مجازر البارود و الموت البطيء على صدور الأغنيات ؟
هل كان في روح الغناء دلالة للوعي ؟ أم أن الغناء وسيلة مهزومة للبوح عن رفض تردد في الخروج مع الدماء ؟
دمنا!!
تخثر؟
أم تلاعب؟
أم تواطأ في القديم مع رموز البر جواز؟
يا كيف تحكمنا قوانين التراجع نحو أبواب القبيلة
و نحن الرافعون هتاف أن نبقى شواهد للحياة- على سجيتها- و نبقى احتمالا بالتواجد كيفما شئنا
و كيفما شئنا ...
تهب بنادق الكهنوت بين الطفل و اللعبة
ليبكي الطفل ملء مشيئة العسكر
و كيفما شئنا ...
يدق الفقر أبواب المنازل, يبحث عن فتات الرفض- في أعين الجوعى- يفتش في زوايانا عن النسيان و الكفر المؤسس بانعدام الخبز

مجانية أحلام هذا الشعب حين حملق في سقوف النخل
مجانية أحلامنا..
لو علقت بالنخل ما صمدت أمام الريح
و لو دست بإحكام تهاوت تحت أقدام الطغاة
و نحن الساكتون عن القضية كي نحوز على جواز الانتماء..
عاديون في أعيادنا...
متسامحون مع اللصوص...
نصلي صوب أحزان المساء
و نشرب في ليالي العرس نحلم بالبنات و ندعي مجدا من الأسمنت, أو طقسا من البارود, و الكرم المؤزر بامتلاك الأرض و الثروة
فلو كنا من الغابات حقا ..
لما تركت جموع الناس هذا العسكر المأجور- يرفل في الخضار بإسمنا
و لو كنا من الصحراء حقا ..
لقاتلنا الرعاة على جذوع النخل,ذدنا عن مياه النيل- آخر ما ادخرنا- للبقاء على مسارحنا
و لكنا كما نبدو هجينا نيئا لتلاحم الغابات و الصحراء, إذ يرتاح فوق رؤوسنا
التجار
و السمار
و الفوضى
و تحكمنا القبائل و الجنوووووووووود
تبا لهذا الإنطهاق المستفز
فهذا الخصي يشنق كل أحلام الطفولة
و هذا الوضع يتهمنا بالنضال و ينتهكنا واعيا بأزيزنا في الشارع المفقود, أين الشوارع كي نعلق معطيات المرحلة
بل أين المراحل كي نفتش عن طريق لا يضل طريقه نحو السياسة
إن المراحل تغتصبنا في الحروب لتشتري دخانها اليومي من سوق العساكر
إن العساكر باعة يتجولون على أزقتنا ,يبيعون الدعارة للذين يراهقون بشعبنا
كانوا كهولا ملتحين و راهقوا
ربحت تجارتهم
و مات البائعون دماءهم من اجل أن نمشي على أقدامنا, و نحسها تمشي – فنمشي نحو أفق لا يصله الباعة المتجولون
دعارة أن تشتري من عسكر شيئا لتحكم دولة الجوعى
و دعارة أن تستبيح الوعي كي تسري إلى ثرواتنا ليلا
فلا مسجدا أقصى وصلت
و لا وحيا أتاك من البعيد
ولا ارتفعت بمستواك إلى القضية
إن القضية أن توازي ما علمت بما تمارس من سلوك
و أن تمشي إلى الأشياء و أنت تدرك أنها الأشياء
و أن تبقى مع صوت الحقيقة- أينما اتجهت-لكي تبقى دليلا للحياة


تاج السر حعفر الخليفة
الخرطوم 1994

  Reply With Quote