إن العزلة شر لا بد من تجنبه والعزلة سمة من سمات الأمراض النفسية وهي هروب من الواقع وضعف في الشخصية وما نبذه النبي لا يمكن لأحد أن يمتدحه فقوله من قول الحق عز وجل فقد علمه علم الأولين والآخرين ولا ينطق عن الهوى , وزمان كان أهل الله يفون بدينهم ويسون أهل الفرة حتى لا يخالطوا أهل السوء ولكن على الرغم من ذلك كان الأكابر يعاشرون المجتمع شره وخيره وذلك لا يثنيهم عن عمل الخير والصالحات وعندما سئل أحدهم عن أيهم أفضل قال من يعيش مع الناس ويعبد الله ويعمل الصالحات ولو كل الناس فرت بدينها لما كانت هناك حياة وقال النبي وا شوقي لأخواني فسأله الصحابة ألك أخوان غيرنا قال أنتم أصحابي وهم إخواني آمنوا بي ولم يروني ولا يجدون أعوانا على الخير وأنتم تجدون وهنا تمييز واضح منه صلى الله عليه وسلم للصالحين من زماننا هذا حتى على أفضل الخلق على الأطلاق وهم أصحابه لما يجدونه هم من عون وسند من بعضهم البعض وذلك بتنافسهم وتسابقهم على الخيرات في حين لا يجد الواحد منا في هذا الزمان من يعينه على فعل الخيرات بل يجد نفسه وسط إغراءات وفساد وصحبة سوء ومع ذلك قلبه مع الله وموحد له وعابد له وفاعل للخيرات ففي ذلك خير وفير وهذه منة من الله علينا إذ لم نحظي بحضور زمن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .