View Single Post
Old 01-13-2011, 05:40 PM   #12
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

الجماعات الباطنية (10)

لماذا اختفت موجة التفجيرات "الإرهابية" ؟

اللافت حقا أن موجة التفجيرات "الإرهابية" قد اختفت منذ سنوات في الولايات المتحدة وأوروبا، طبعا باستثناء التصرفات المعزولة البدائية أو التهديدات الأخيرة الجادة التي تعرضت لها فرنسا من قبل هذه الجماعات، ولا نستطيع الزعم أنها تمت بمعرفة أميريكية أم لا! ما يهنا هنا أن اختفاء التفجيرات داخل أميريكا لا يخرج بصورة أو أخرى عمّا ذهبنا إليه فوق من جسور مفتوحة بين واشنطن وبين قيادات الشبكة الاسلاموية. فالتفجيرات "الإرهابية" هزت المجتمعات الاميريكية وكانت وسيلة ضغط فعالة في إقلاق مضاجع الإدارات الاميريكية .. لذلك لابد أن تتوقف! لوجه الله؟

طالبان والعرب الأفغان .. في الخرطوم ومدن السودان!
عقدان ونيف من السنوات، ومع ذلك بقيت الجماعات الاسلاموية المستعمرة للسودان مثل الخراج أو الدمّل أو "الحِبِنْ" الملتهب الملفوظ ينشر إفرازه السام على جسد المجتمعات السودانية فيصيبه بالحميات والمسغبة والغبن. ولحسن الحظ فقد ظلت القيم الاجتماعية السودانية عريقة وقوية بحيث لعبت بنجاح دور عناصر المناعة المكتسبة فبقي جسد الأمة حيا لم يمت برغم تداعيات السهر والحمى. وكل تجارب التاريخ قطعت الشك أن جسد الأمة سوف يتمكن من الخلاص من هذا الدمل الوافد. ومن المؤكد أن الخلاص سيكون جراحيا بعد أن فشلت كل العقاقير، فقد كانت آخر جرعة تزوير الانتخابات وضرب التحول الديموقراطي.

والخلاص بالجراحة تعني وبلا مواربة أن الشعب السوداني في مؤسساته المختلفة بما فيها بعض فصائل القوات المسلحة سوف تدخل في مواجهات عنيفة وحرب تحرير ضد الجماعات الاسلاموية المحتلة. والتداعيات الراهنة وعلى رأسها انفصال جنوب البلاد وتداعياته، وحرب دارفور ومذابح الشمال والشرق ثم الضائقة المعيشية والغلاء وما احتبس في صدر الأمة من مراجل الغيظ على الظلم والقمع علاوة على فشل الأحزاب الطائفية وعجزها، كلها مسببات تؤكد أن المواجهة قد تقع في أي لحظة خاصة لحظة إعلان انفصال جنوب البلاد .. فالثورة لها أشراطها التي نعرفها ونثق فيها وما أكثر أشراطها وعلاماتها هذه الأيام ..
ومن حيث أن الحكومة الاستعمارية سوف تعجز لا محالة عن مواجهة المد الاجتماعي خاصة في حال انحياز متوقع لبعض الوحدات العسكرية إلى جانب الشارع، من البديهي أن تلعب شبكة الجماعات الاسلاموية ورقتها الأخيرة للحفاظ على استعمارها للسودان باعتباره الأرض الصلبة التي تقف عليها. فإذا تحرر السودان، تعود الجماعات الاسلاموية تلقائيا إلى حالة الشتات عدا بعض مخابئ وكهوف تورا بورا. الورقة الأخيرة ستكون استقدام آلاف كوادرها من مختلف أركان الدنيا لتثبيت حكمها للسودان. لكن تحت أي ذريعة؟

هي الحرب الدينية إذن ..

لا توجد ذريعة أخرى عدا الحرب الدينية .. عدا العودة إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح. والحرب الدينية مخطط لها عن طريق جذب الحركة الشعبية إلى مواجهة عسكرية، ومن ثم تنطلق نداءات الجماعات الاسلاموية من أجل حماية الدين وحماية القيم وحماية الأسر والنساء من الفجور والفساد وحماية الشباب من الخمر والفاحشة .. وأن الله لن يعبد في السودان إذا انهزمت "العصابة" المؤمنة! وهكذا تعلن شبكة الجماعات الاسلاموية الجهاد في سبيل الله "للحفاظ على ارض السودان طاهرة من رجس الكفار !" .. وتنفتح المطارات والحدود لنقل طالبان والعرب الأفغان وكل سكان كهوف تورا بورا ومن كل أرجاء المعمورة.

بكل تأكيد هذا الجهاد المعلن على الهواء لن يكون ضد "الكفار" الجنوبيين، لكنه سيكون ضد المواطن في بقية السودان! فالجنوب المستقل سوف يكون تحت حماية دولية صارمة، فالجيوش العالمية موجودة ومن السهل تدعيمها بجسور جوية. وسوف تقوم حكومة الجماعات الاسلاموية بالتوقيع الفوري على وقف القتال، لكن بعد فوات الأوان بالنسبة لما تبقى من السودان الذي سوف تكون قد انتشرت فيه الجماعات الاسلاموية المسلحة وأحكمت قبضتها على مدنه وقراه وشوارعه، وكل من يعترض سوف يقمع قتلا وحدا لأنه خان الله ورسوله وتعاون مع الكفار، وكل شاب يتخلف عن التجنيد للقتال ضد أهله سوف يعتبر من الخوالف الذين يستوجب نحرهم على سنة الله ورسوله، وسوف يتم توسيع بيوت الأشباح ودعمها بجلاوزة غلاظ من الوافدين الذين لن يرحموا امرأة ولن يوفروا عرضا ولن يوقروا كبيرا .. ألم نقل أنهم لا يعترفون بالحدود والهويات الوطنية؟ أرض السودان أرضهم والشعب السودان ذبيحة على مذبح الشيطان ..

أيها السودانيون .. أنتم مستعمرون استعمارا استيطانيا لم تعرف جنوب أفريقيا نظيرا له في السوء والاستبداد .. قوموا إلى تحرير أنفسكم وبلادكم قبل فوات الأوان .. أيتها الحركة الشعبية أذهبي بالجنوب إلى حين، لكن نحذرك من التعامل بردود الفعل حتى لو اغتالوا سيلفا كير نفسه أو ضربوا جوبا بأطنان القنابل ..

سالم أحمد سالم
Salimahmed1821@yahoo.fr

  Reply With Quote