View Single Post
Old 01-13-2011, 05:14 PM   #9
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

الجماعات الباطنية (7)

إسلاميون وعنصريون .. !


إسلامويون وعنصريون نعم، وأنا وغيري على معرفة وتجارب طويلة مع جذورهم الاجتماعية العربية والآسيوية حيث تتفشى العنصرية، وأنا أيضا شاهد حضر وسمع جانبا من عنصرية زعامات الاسلامويين واحتقارهم للشعب السوداني ونظرتهم الاستعلائية التي اصطكت في نفوسهم منذ طفولتهم. حدث ذلك عندما عقد حسن الترابي في تسعينات القرن الماضي ما اسماه المؤتمر العربي الإسلامي وأتى الترابي بزعامات الجماعات الاسلاموية لفيفا ولفائف من فجاج الأرض وكهوفها. في ذلك المؤتمر وفي حديث جانبي قال زعيم الجماعة الجزائرية بحركات تنم عن استصغار واستكبار ".. السودان قطر أفريقي وشعبه أفارقة إلمامهم ضعيف باللغة العربية ومعرفتهم محدودة بالدين الإسلامي .. لذلك لا يصلح السودان لقيادة العالم الإسلامي .. ودوره هامشي في العالم العربي .." كنت قد دعيت للمؤتمر ضمن مجموعة من الكتاب والصحافيين الأوروبيين، وتشاء الصدف إنني كنت أقف وسط "غرزة" من زعامات الجماعات الاسلاموية عندما قال زعيم الجماعة الجزائرية كلامه، فسمعت حديثه .. وطبعا جاوبته بما يستحق! وظل الرجل يلاحقني باعتذاراته وتوسلاته أن لا أذكر اسمه! قد انشر الحوار لاحقا.
ما يهمنا هنا، مع أكيد فخارنا غير المحدود بسودانيتنا وتأثيراتها الكبيرة أفريقيا وعربيا وعلى الثقافات الإنسانية، أن معظم زعامات وأفراد الجماعات الاسلاموية ترى الشعب السوداني في أحسن الحالات كونه شعبا أفريقيا دون المقام العربي! وفي أدنى الحالات مجرد عبيد سود! والمسالة كما تعلمون لها جذورها الضاربة في هذه المجتمعات. فالثابت تاريخيا أن بعض الأقطار العربية عارضت انضمام السودان لجامعة الدول العربية من هذا المنظور، وقبل شهور سمعتم بالفضيحة العنصرية ضد السودانيين في لبنان، ثم "المحكيات" العنصرية الفلسطينية تجاه السودان والسودانيين، والتي لا أجد لها سببا موضوعيا! وحتى عندما احتضن السودان اللاجئين الفلسطينيين بقرار من الدكتاتور جعفر نميري، فقد بدرت عن بعض اللاجئين الفلسطينيين سلوكيات وأقاويل متعنصرة ضد الشعب السوداني المضياف، وظهر ذلك في كتابات وأحاديث الفلسطينيين الذين ارتحلوا عن السودان مثل مقولتهم "منظمة التحرير أرسلتنا إلى بلد العبيد" وفي السياق، فقد روى لي الراحل صلاح أحمد إبراهيم أنه شاهد فيلما وثائقيا يكشف أن العراقيين كانوا يضعون الشبان السودانيين في الصفوف الأولى أثناء المعارك ضد إيران ساترا بشريا للجنود العراقيين. وأذكر أن صلاح كان في غاية الغضب والحزن. وطبعا لا تخلو حياة سوداني خارج السودان من تجربة مماثلة صغرت أم كبرت!
لا حياء في قول الحقيقة ومجابهتها، والسياق العلمي يقتضي ذكر مثل هذه السلوكيات التي نعلم أنها إسقاطات شعوبية. فمثلما تسقط الشعوب الأوروبية الدونية على الشعوب العربية، تسقط بعض الشعوب العربية بدورها ما أثقل كاهلها من الميز العرقي على شعوب أخرى من واقع اللون الذي تلون به السلوك العنصري العالمي في القرن السادس عشر. وهو سلوك لا يهبش الوجدان السوداني شديد الاعتزاز بذاته. والأمر لا يختلف عن إسقاطات بعض السودانيين على إخوانهم في الجنوب.
مقصدنا هنا أن زعامات وأعضاء الجماعات الاسلاموية العربية والآسيوية وحتى عناصرها السودانية قد فشلت في الفكاك عن هذه المفاهيم السائدة في مجتمعاتهم التي تربوا عليها منذ طفولتهم. وليس من داع أن يأتينا أحد بمباخر مبررات "الأخوة والعروبة والإسلام" فهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، موجودة ومتداولة داخل هذه المجتمعات نفسها. ويزيد من بؤس الفكرة أن فهم الجماعات الاسلاموية للدين لا يعدو السطح بضع بوصات، والدين عندهم مجرد وسيلة لقهر الشعوب، ثم جعلوا منه مطية للميز العرقي الذي له أهمية كبيرة في هذا السياق كما سوف نرى.

محصلتان مهمتان للغاية من هذه الجزئية ينبغي أن نقرأهما معا.

أولا: شبكة الجماعات الاسلاموية العالمية تحتل الشعب السوداني. وثانيا: تنظر زعامات الجماعات الاسلاموية للشعب السوداني نظرة استعلاء عرقي. هاتان المحصلتان تفسران معا جملة من الحقائق:
أولا: الوحشية والتعذيب والتشريد والقتل المنظم الذي تمارسه الجماعات الاسلاموية في السودان كأي مستعمر استيطاني يشعر بدونية الشعب الذي استعمره،
ثانيا: تكسير هياكل الاقتصاد وتحطيم الزراعة والتعليم وتحويل الاقتصاد من الإنتاج إلى المضاربة، والمشاريع التي تنفذها الجماعات إما لمصالحها التمويلية أو ضمن خططهم الإستراتيجية في المنطقة مثل مشاريع السدود لاستدراج مصر. فالجماعات الاسلاموية المستعمرة لم ترغب بتاتا في تطوير البلاد إلا بالقدر الذي يخدم مصالحها، والواقع الملموس يؤكد بذاته أن الجماعات المحتلة لم تقدم مشروعا واحدا لتطوير البلاد وسد احتياجات الشعب على مدى 21 عاما من الاحتلال. زد على ذلك تبديد الأموال الطائلة بغير حساب وتهريب وسرقة عائدات البلاد إلى خارج السودان لتمويل عمليات الشبكة الاسلاموية وأرصدة زعاماتها،
ثالثا: التصرف في الأراضي والممتلكات العامة والمشاريع الوطنية المهمة مثل مشروع الجزيرة والسكة حديد والاتصالات بتدميرها أولا ثم تحويل ملكياتها إلى الجماعات وشركاتهم في الداخل والخارج كأي مستعمر استيطاني،
رابعا: ككل محتل آخر استجلبت الجماعات الاسلاموية قوانينها معها وفرضتها قسرا لأجل تكريس وحماية مصالحها بصرف النظر عن حجم الحيف والضرر الذي أصاب الشعب السوداني جراء هذه القوانين التي لا تتوافق مع التراث الأخلاقي والقانوني والإداري والاجتماعي السوداني.
خامسا: تستغرق الجماعات المستعمرة وقتا طويلا في اتخاذ بعض القرارات البديهية التي تهم مصلحة المواطن، ثم يجيء قرارها منافيا لأقل التوقعات إذا لم يصب في غير مصلحة الشعب السوداني. البطء دليل على أن القرار النهائي يتم اتخاذه خارج السودان، وأن القرار يتم اتخاذه وفق أولويات أخرى ليس من بينها مصلحة المواطن السوداني.
هذه البديهيات توضح بما لا يحتاج إلى توضيح وشرح أن الجماعات الاسلاموية مجرد غرباء يستعمرون الشعب السوداني استعمارا استيطانيا لئيما .. وتوضيح الواضح من المعضلات! ..

  Reply With Quote