View Single Post
Old 01-13-2011, 05:12 PM   #8
 
yasir alkhaliel
زائر

رقم العضوية :
السكن: University Petronas-Malaysia
المشاركات : n/a
بمعدل : 0



Default

الجماعات الباطنية 6)



على أن الحالة الاستعمارية الماثلة اليوم في السودان هي آخر صيحة في عالم الاستعمار وإن كانت نسخة مكررة عن عملية احتلال فلسطين بواسطة يهود الشتات. فشعوب الاستعمار الكلاسيكي مثل الشعب الفرنسي والبريطاني والهولندي أو خلافهم لهم أقطار انطلقوا منها الاستعمار العالم. لكن شبكة الجماعات الاسلاموية كانت قبل احتلالها السودان عبارة عن "خلايا شتات" بلا وطن. بذلك فإن الجماعات الاسلاموية العالمية أقرب إلى حالة يهود الشتات من حيث أنهم كانوا يبحثون عن وطن يحتلونه استيطانا. وبالفعل وجدت الجماعات الاسلاموية العالمية ضالتها في السودان فاحتلته واستولت على أراضيه، فاستعمرت السودان استعمارا استيطانيا ماثلا. كذلك الجماعات الاسلاموية أقرب إلى يهود الشتات من حيث التعدد الاثني وأنهم تجمعوا من أصول مختلفة، وأقرب إلى يهود الشتات من حيث اعتناقهم معتقدا واحدا بعد أن قاموا بتحريفه. فيهود الشتات حرفوا الديانة اليهودية لتشريع الاحتلال والجماعات الاسلاموية المحتلة حرفت الإسلام أيضا لشرعنة الاحتلال واستعباد الشعب السوداني. والجماعات الاسلاموية أقرب إلى يهود الشتات من حيث أن جزء من يهود الشتات كانوا من سكان ارض فلسطين، وهو ما يطابق الخلية ذات الأصول السودانية في تركيبة خلايا الشبكة الاسلاموية المستعمرة للسودان. والجماعات الاسلاموية المحتلة اقرب إلى يهود الشتات من حيث أنهم كانوا يبحثون عن وطن يحتلونه وينطلقون منه لتحقيق دولتهم بالتوسع في الأقطار المجاورة تماما كما فعلت إسرائيل، والخطوة القادمة بعد السودان هي بالضرورة احتلال مصر أو الخليج باعتبار أن مصر والخليج هدف استراتيجي والسودان هدف تكتيكي. والجماعات الاسلاموية العالمية أقرب إلى يهود الشتات من حيث أنهم ساموا شعب السوداني الويلات والعذاب كما تفعل إسرائيل بالشعب الفلسطيني أو كما فعلت ألمانيا النازية أو كما فعل الاستعمار الاستيطاني في جنوب أفريقيا وانغولا والجزائر وموزامبيق. والجماعات الاسلاموية العمالية أقرب إلى يهود الشتات من حيث أنهم استملكوا الثروات والأموال وانتزعوا الأراضي الجيدة على غرار ما يفعله أي استعمار استيطاني. فالاستعمار الاستيطاني يستهدف استملاك الأرض واستلاب الثروات، حيث يعيش المستوطنون في نعيم الثروات بينما يعيش الشعب صاحب الثروات إلى هامش الحياة حيث الفقر والمرض والجوع والإهمال وانتشار الفاقة والسجون والحرمان التام للحرية والكرامة وكلها أشياء حاصلة اليوم في السودان. هذه الصورة من البؤس الشعبي كنا نراها حتى وقت قريب في أقطار تتمتع بثروات هائلة مثل جنوب إفريقيا وأنغولا والجزائر إبان الاستعمار الاستيطاني العنصري. واليوم تتجسد الصورة في فلسطين حيث الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وفي السودان حيث الاستعمار الاستيطاني للجماعات الاسلاموية المحتلة. والجماعات الاسلاموية العالمية أقرب إلى يهود الشتات من حيث أن المحتل اليهودي شرد الفلسطينيين خارج بلادهم، والجماعات الاسلاموية في السودان أجبرت قرابة سبعة ملايين مواطن سوداني على مغادرة البلاد قسرا بعد إحالة مئات الآلاف إلى ما أسموه بالصالح العام. والجماعات الاسلاموية المحتلة للسودان أقرب إلى يهود الشتات من حيث تهديمهم البنى التحتية للتعليم ونشر البطالة والمخدرات في أوساط الشباب، وأقرب إلى يهود الشتات والحركة النازية والفاشية الايطالية من حيث إقامة مراكز خاصة ومجهزة بالأدوات والجلاوزة القساة لتعذيب واغتيال الوطنيين .. إلى غير ذلك من وجوه التشابه الذي أضحى تطابقا كاملا.

  Reply With Quote