عهدنا أخي الهادي رجلاً تعطي الصديق والطريق حقه حتى في مشيك بصرك دائماً لموطأ قدمك لا تتطلع لعورات الآخرين ... لم تضيع وقتك في القيل والقال وكثرة السؤال ، ولم نراك يوماً جالساً على قارعة الطريق ورؤوس الأزقة ... حتى مشيك في ظلمات الليل أخي كان مميزاً وأنت تحمل بطاريتك ليلاً يكاد نورها لا يجاوز موضع خطاك حتى لا تؤذي الغير ممن يسلكون الطريق.
عهدناك أخي الهادي رجلاً متزناً في تدينك فلم تكن المبتدع الجانح ولم تكن المتزمت المتغول ... يكسوك أخي وقار ومهابة تجعلنا كلما جلسنا معك أحسننا أننا ما زلنا تلاميذك بالمرحلة الابتدائية رغم تقادم عمرنا وذلك لأدبك الجم. والذي يقترب منك أكثر يجد فيك الرجل البسيط الزاهد حلو المعشر طيب النفس إذا ضحكت فإنك تضحك من سويداء قلبك حتى يبدو ثغرك البسام أبيض كاللبن تبادلنا المزاح والدعابة التي لا تخدش الحياء.
حباك الله بشيء لم يعطه لمن ملكوا الشهادات العلمية ولا من كسبوا المال. حباك الله أخي الهادي القبول عند خلقه دونما سعياً منك ولا تكلف فهو اصطفاء الله لخلقه.
أخي الهادي أني أعلم بأن الموت لم يفاجئك فقد كنت مستعداً له في كل سكناتك وحركاتك ولكن الذي فاجأنا نحن هو موتك.
عهدناك أخي الهادي رجل الواجب تصل من قطعك وتعطي من منعك وتعفو عمن ظلمك ورجل الملمات في الأفراح والأتراح فأيما لجنة شُكلت لقيام مشروع ما وخلا منها اسمك فهي إن لم تكن باطلة فإنها مشكوك فيها ومردود عملها.
عذراً أخي الهادي إن كانت بعض الألسنة قد تطاولت عليك في فترة ما مما حز في نفسك وأدمى قلبك فلأنهم لم يعرفونك كما عرفناك وأعلم أخي لو كنت تسير في الطريق الخاطئ لتساقط عنك الأعداء.
|