بسم الله الرحمن الرحيم
موت النخلة واقفة
رثــاء الهادي يوسف
ذهب الذين نحبهم فعليكي يا دنيا السلامُ
لا تذكرين العيش لي فالعيش بعدهموا حرامُ
إني رضيع وصالهم والطفلُ يؤلمه الفطامُ
في ذمة الله وإلى جوار ربه راضياً مرضياً ..... تقياً نقياً جلياً .... أخينا وأستاذنا أستاذ الأجيال الهادي يوسف .... رحل عن دنيانا الفانية كنخلة سامقة شامخة هوت على الأرض فتناثرت ثمارها الطيبة وكل ما تحمل من الشموخ والكبرياء لتملأ الباراحات والأمكنة ويجلل صوتها في الصدور .... رحل عنا كريحانة بعد أن عطر سماواتنا بأريج القيم والمثل والأخلاق النبيلة. رحلت عنا أخي بعد أن اعتصرناك رحيقاً نفاذاً ذكي الرائحة غطى كل أرجاء القرية ..... واعتصرك الداء لأن الله يحبك لذلك ابتلاك لأن فيك صفات أوليائه الصالحين ووهبك صبر المؤمن الموقن حتى يشهد عليك جسدك أنك لن تبقى شيء إلا وجُدت به في سبيل مجتمعك ودينك ومهنتك وأسرتك الصغيرة.
عهدناك أخي الهادي معلماً تجسدت فيك كل صفات المعلم القدوة سلوكاً وأداءاً وتوجيهاً وتلقيناً ... وظل معدنك أصيلاً لا يصدأ ولا يتغير ... حزت على صفات المؤمن الحق فما أن ذكرت الأمانة أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان تنـزع الأمانة من أمتي حتى يقال أن في بني فلان رجل أمين ... وهكذا كان يقال أن بمجتمع فطيس رجل أمين يقال له الهادي يوسف ... في وقت أضاع الكثير منا أمانة التكليف والعهود إلا أنت ظللت وحدك واقفاً بحد السيف ولم تقف بين بين ... عهدناك أخي الهادي رجلاً لا تعرف المواقف الرمادية اللون فأنت في مواقف الحق أبيض ناصع البياض وفي مواقف الباطل والظلم أسود قاتم السواد.