الرسالة-4

حسرة السباق
عن "خالد الوراق " رحمه الله انه قال: كانت لي جارية شديدة الاجتهاد في الطاعات ،فدخلت عليها يوما، فاخبرتها برفق الله
ورحمته ، وقبول يسير العمل !!
فبكت ثم قالت:
ياخالد ، اني لاؤمل من الله تعالي امالا ، لو حملتها الجبال لاشفقت من حملها!! كما ضعفت عن حمل الامانة، واني لاعلم ان في كرم
الله مستغاثا لكل مذنب ولكن كيف لي بحسرة السباق ؟؟ فقال خالد وما حسرة السباق ؟؟
فقالت والدموع ترقرق من مقلتيها : غداة الحشر اذا بعثر ما في القبور وركب الابرار نجايب الاعمال،فستبقوا الي الصراط! وعزة سيدي لايسبق مقصر،
مجتهدا ابدا ولو حبا المجد حبوا
ثم قالت ام كيف لي بموت الحزن والكمد ؟اذا رايت القوم يتراكضون وقد رفعت اعلام المحسنين ! وجاز الصراط المشتاقون
ووصل الي الله المحبون وخلفت مع المسيئين المذنبين ! ثم بكت رحمها الله ثم قالت:
ياخالد : انظر لا يقطعك قاطع عن سرعة المبادرة بالاعمال فانه ليس بين الدارين دار اخري يدرك فيها العباد ما فاتهم من طاعة الله
تعالي ! فويل ثم ويل لمن قصر عن خدمة سيدة ومولاه ، ومامعه الا الامال! فهلا كانت الاعمال توقظه اذا نام البطالون!!