View Single Post
Old 03-15-2010, 10:15 AM   #6
 
ابودباره

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 35
السكن: فطيس - فرج الله
المشاركات : 157
بمعدل : 0.03



ابودباره is offline
Default موقف عبد الرحمن عبد السلام نقلا عن جريدة الصحافة

لو قيل لأكثرنا ممن يعيشون في المدن تمنوا مكاناً مثالياً تسكنون فيه لقال معظمنا : « نريد أن نسكن في بيت مبني داخل مزرعة حوله الخضرة والماء ويهب عليه الهواء الطلق العليل في مكان ريفي بعيد عن الضجيج لا نحتاج فيه للمدينة نربي أبقارنا لللبن وخرافنا للحم ودواجننا للبيض ونحصد قمحنا وذرانا وقطننا وخضرواتنا وفواكهنا من الأرض الزراعية الخصبة الواسعة من حولنا التي نملكها ».
هذه الأمنية الخرافية هي الحياة الواقعيـــة لعبدالرحمن عبدالسلام الذي يسكن فــي إقطاعية ود فرج الله القريبة من فطيس ريفي طابت بمشروع الجزيرة .
وود فرج الله هو اسم جده مالك الأرض القديم وأبوه عبدالسلام هو الذي استصلح الأرض ووجد من الإنجليز أيام حكمهم عنتاً شديدا فصارعهم للمحافظة عليها ويحكون أن أحد المفتشين الإنجليز اجترأ عليه اجتراء سلطوياً زائدا فما كان منه إلا أن أمر أولاده بأن يمسكوا بالخواجة «ويحسنوه» ففعلوا وذهب جراء ذلك للسجن لعامين .
وهو نفسه الذي هاج عليه أحد جماله وهو يعلفه فأخذ الجمل الهائج يد الرجل وجعل يمضغها بأضراسه والرجل ممسك بيده الأخري بإصرار علي ثوبه .. حتي جاء أعوانه بعد مدة وخلصوه ووجدوا الجمل قد أتلف يده مضغاً فقالوا له : « لماذا لم تضرب الجمل بيدك الأخري ؟ فقال:أفو.. أضربه بيدي التي أمسك بها ثوبي فأبقي عريانا أمام بنات عمي ... والله لو أن الجمل مضغني كلي لما تركت ثوبي » ولنفهم الآن هذا الكلام لابد أن نعرف أن الرجال الكبار في الماضي كانوا يكتفون بالثوب يستترون به ولا يأتزرون بشيء سواه .
لتحتفظ بأرض بهذه المواصفات وتنتصر على المنازعين المتوقعين ينبغي أن تتحلي بالشجاعة والكرم وأن تتحصن بالأعوان . وهذا هو بالضبط حال هذه الأسرة . فعلى الرغم من أن عبدالرحمن عبدالسلام يعيش على اقطاعيته النفيسة التي هي عبارة عن حواشات وجنائن ومراعي وأقفاص دواجن مع أسرته الممتدة فإن له أعوانا مع العمال الزراعيين والرعاة ومن المنتمين تاريخيا لأسرته ممن ارتبطت حياتهم بحياته لا يفارقونه ويحبونه بل ويفدونه بأنفسهم .
وفي داخل هذه الفيلا الريفية بني مسجداً صغيراً أنيقاً فيه إمام يصلي بالناس ويقرؤهم القرآن الكريم.
من الصعب، إن لم نقل من المستحيل - أن تمر على هذا المكان ضيفاً دون أن يعتني بك شيخ عبدالرحمن ويذبح لك وتكرم حتى إن بعض الضيوف المستعجلين الذين يقاومون البقاء يرفع لهم خروفاً أو قفة بيض أو جردلا ً من لبن .
ولأن المال لاينقص من الصدقة نجد أن حال عبدالرحمن الاقتصادية متقدمة دائما للأمام .. وقد حاز على لقب المزارع المثالي وكرمته الدولة لأن إنتاجية فدانه من الحبوب والقطن لا مثيل لها في كل المشروع ، وكتب عنه صديقنا الصحفي الكبير الدكتور عبداللطيف البوني مقالا ما يزال عبدالرحمن يعتز به ويذكره لضيوفه العديدين ، ويشارك شيخ عبدالرحمن في الشئون الاجتماعية من حوله .. ويذكرون أنه في سنة من السنين لم تجد ست وثلاثون طالبة فرصة في الداخلية في مدرسة فطيس الثانوية للبنات فاستضافهن كلهن لمدة سنوات الثانوي كلها في بيته وبقيّن معه إلى أن تخرجّن .. فتأمل !
قال شيخ عبدالرحمن لابنه الذي ترشح في الإنتخابات الحالية : « لو نزلت وإن شاء الله ما تنزل لأنني احتاج إليك في عملي هنا ولأنني قبل ذلك أريد أن يفوز بالدائرة السيد رجب .. فإياك أن تسقط فإني ما سقطت في شيء طلبته من قبل لا في اتحاد المزارعين ولا في الهيئة التشريعية ولا في اللجان ولا في المؤسسات» .. إذن هذا رجل لا يعرف الفشل .
عبدالرحمن عبدالسلام صورة من صور النجاح في الريف السوداني رجل يفلح الأرض ويكرم الضيف ويعين على نوائب الدهر ويعيش كاسمه في سلام

  Reply With Quote