بعد يوم واحد عادت حسنيه لمزاولة نشاطها العادي
يعتريها الكثير من الوجوم والصمت يغلف كل تصرفاتها
والناس في اخر محطه انقسموا تيارين تيار مؤيد لحسنيه وهو التيار الغالب وتيار آخر يري أن الحق مع الدفار وان حسنيه أمراه تجاوزت كل الحدود وكان لابد من ايقاظها وتعريفها بحدودها
ولايوجد افضل من الدفار للقيام بهذه المهمه
هذا التيار الاخير كان صوته خافتا وفي الغالب كان يخفي رأيه هذا
اما التيار المؤيد لحسنيه فقد كان صوته أعلي احتل كل المنابر والبنابر في آخر محطه
وطفق يدلق دعايه قويه ضد الدفار وصحبه
وقد أثار هذا الأمر الكثير من الاحتكاكات الخفيفه وجعل آخر محطه تبدو وكأن شرخا بدا يظهر للعيان فيها بين الذين يتواجدون بشكل دائم بين اروقتها
كما خلف هذا الامر سلوكا جديدا لجماعة كشك بسط الأمن الشامل
الذين اهتموا بعد هذا الحدث ببسط سلطتهم وهيبتهم الي اقصي الحدود
اذ صاروا يظهرون دون داعي في كل ازقة الاكشاك بالزي الرسمي وعلي وجوههم الكثير من الجديه والصرامه
كان الأمر يبدو و:كأن قيادتهم أنبتهم علي ثباتهم العميق
وكذلك تحرشوا بالكثير من الذين يؤيدون الدفار رغم انهم لم يعلنوا ذلك
كأنهم بذلك يعلنون انحيازهم التام الي جانب حسنيه
ويردعون من تسول له نفسه بالانحياز للدفار
مؤيدي الدفار كانوا من المساعدين المعجبين بجرأة وشهامة الدفار
وبعض البائعات المنافسات لحسنيه وهذا التيار كانت تقوده بصلابه حليمه الحلبيه
وقد صار كشكها نقطة تجمع للذين يريدون ان ينفثوا عن غضبهم المكتوم علي تطاول حسنيه علي المعلم الدفار
لذلك صار كشك حليمه الحلبيه مزارا ثابتا لكشك جماعة بسط الامن الشامل
صاروا يأتون ويجلسون طويلا يرتشفون المشروبات الساخنه علي مهل
ويذهبون دون ان يلتفتوا ناحيتها
رغم ان حليمه ليست المنافسه الاساسيه لحسنيه ألا أنها كما تقدم امرأه سليطة اللسان
وليس لديها اي تردد في الاصطدام بحسنيه
وهي ايضا صاحبة نفوذ
ليس مثل نفوذ حسنيه الطاغي لكنها علي علاقه متينه بالضابط الذي يمر كثيرا علي
اخر محطه في العربه الانيقه متفقدا الاحوال ثم ينتهي مطافه في كشك بسط الامن الشامل
نواصل
|