[عارف عبد الرحمن]

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أعزي نفسي والجميع في فقيدنا الجلل المربي الفاضل الأستاذ الراحل المقيم الهادي حجازي ... أسم لا يحتاج مني كثيرا من التوضيح .. من منا لا يعرفه .. لا يرتاح لأن يراه , يقابلك مبتسما هاشا باشا .. بكل وقار وأدب الأخلاق .. يلتقيك لا يفرق بين الصغير والكبير أدب جم وأخلاق عالية واحترام ذات ومعني ..قليل أن تجد في هذا الزمان مثله وأن يجود الزمان ثانية ..حضوره مدهش وقوي واصيل ومخلص وأمين وأمير .. يؤدي رسالته علي أكمل وجه والكل يعرف ذلك..مصادم وقوي وشجاع في قول الحق ولو علي نفسه .. لايداهن ولايماري ولا يخادع .. كانت فطيس همه الأكبر وقضيته الأهم ..وحلمه أن تكون فطيس الأولي في مصاف القري ..
كانت كلماته كلها مضامين وذات رأي سديد وكان يقول ما يعنيه ويفعل ما يراه صواب ,ومواقفه مشهودة ذات زهو وبريق وذوق ومعني وأشواق وهم وقضية كلها كانت من أجل فطيس..كأنه يعرف القصة الكاملة للدنيا لذا عاش بستر بعيدا عن الفحش و سقط الكلام . أرتبط وتمسك بعقيدته ودينه بقوة .. كان عابدا يحترم أوقاته وزمنه تجده أول القادمين للصلاة حتي في الظلام والاوحال .. كنت أراه غارقا في صلاته دوما يجلس بعد صلاة الصبح حتي يصلي الضحي .. سيبقي برسالته التي أحترمها وأدي ماعليه بأكمل وجه وكلنا نشهد بذلك ..
لن أنعيه لانه باق في طلابه .. ولن أنعيه باق في مواقفه .. أنا لا أنعيه كأني أراه ذاهب للمسجد بخطوه النشط أوقادم من المسجد ..أراه دوما وسيما قسيما جميلا وضيئا منظم ومرتب في كل حركاته وسكناته ..
كنت أراه في الأجازات يحضر للمدرسة يوميا يتفقدها .. كانت بالمدرسة مزرعة جميلة وفيرة.. كان مديرا بمعني الكلمة .. وأذكر في أحدي المرات كنت معه بالمدرسة وحضر بعض مفتشي التعليم لزيارة المدرسة ,وأندهشوا لأناقة وتنظيم المكتب ,وقال أحدهم والله ياستاذ الهادي مكتبك ده عند وزير التربية في الولاية مافي؟ ذلكم هو الهادي الهادي ...
أصعب المواقف أن تتكلم عن أنسان مثل الهادي حجازي فلن نوفيه حقه . رحمك الله أيها الشجاع الأصيل وأنزل علي قبرك شآبيب رحمته بقدر ماقدمت لأهلك وطلابك والحمد لله الذي لايحمد علي مكروه سواه ولأهله وطلابه وأخوانه وكل أهل فطيس وكل من يعرف الهادي الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم


عارف عبدالرحمن