View Single Post
Old 11-23-2010, 01:36 PM   #3
 
ابودباره

تاريخ التسجيل: Mar 2010
رقم العضوية : 35
السكن: فطيس - فرج الله
المشاركات : 157
بمعدل : 0.03



ابودباره is offline
Default

عاشراً: ثمة موبقات حدثت في العشرية الثانية، وهي العشرية التي لم يكن الترابي فيها حاكماً، ولكن بحكم أنه ناشط سياسي ما تزال بينه وبين بعض كوادر العصبة وشائج وعلاقات عامرة، فلابد إنه تناهى إلى سمعه شيئاً من أسرار هذه الموبقات الجدد. فهل يا ترى ذروا على سمعه بعضاً من أسرار (موقعة) كجبار التي أودت بحياة شباب من أهل المنطقة بلا ذنب جنوه أو جريرة اقترفوها؟ هل يا ترى ملّكوا الترابي بعض ألغاز (معركة) مدينة بورتسودان التي تطايرت فيها جثث أبرياء في الهواء، بسبب ما ظنوه ممارسة مشروعة لحق إنساني من حقوقهم؟ وبالمثل أيضاً هل قالوا له ما حدث في جبال النوبة أو في مدينة كسلا بعد هجوم قوات التجمع الوطني؟ هل يا ترى علم الترابي بما حدث في دارفور وأسموه بجرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية؟ وبما أن الشيء بالشيء يذكر، كان الترابي قد أذاع قبل فترة زمنية قصيرة على الهواء الطلق رواية قيلت له ونالت من كرامة حرائر الإقليم المنكوب أصلاً بمحنته، ونسب الترابي الرواية لمصدر خاص وإن أومأ بصفة القائل في تأكيده (إنه ممن يُؤدى القسم أمامه وتعلمون من يُؤدى القسم أمامه) ثم أفصح عنها، فكانت قولاً ثقيلاً على القلب واللسان، بل كان يمكن أن تشعل فتنة لا تبقي ولا تذر، لكنها مضت كما تمضي السابلة في الطرقات المظلمة، فحمدنا الله الذي حبانا يومئذٍ بقلوب أصابها الملال والكلال والموات!
صفوة القول، تلك هي الموبقات العشر، فلو أن الشيخ قال لقناة الجزيرة شيئاً إدّاً، فلن يكون سوى فضه عذرية هذه الأحداث التي قلنا وقال هو نفسه عنها إنها ستظل تذكر القوم بشرورهم المستدامة. وبالطبع ثمة قضايا سياسية لا يعتقد بأنها دخلت ضمن كرم وأريحية الترابي لأنه يشارك العصبة ذنوبها، وتلك من شاكلة من ذا الذي قوّض الدستور ونفّذ الانقلاب الكارثة؟ من هم الذين عاثوا في ثروات السودان فساداً وحولوا بيوتهم الآن لبنوك صغيرة وأودعوها مال مختلف عملاته؟ ومن الذي حوّل الحرب في الجنوب لحرب جهادية أودت بحياة أكثر من عشرين ألف طالب ماتوا (فطيس) كما قال هو. ومن هم الذين تستروا على الظلم وكتموا شهادة الحق؟ وبالرغم من مسؤوليته الضمنية أو الظاهرية في كثير من القضايا، إلا أن الترابي يبدو في كثير من الأحيان غير مكترث للعاقبة التي يمكن أن تلحق به، بقدر ما هو متلهف للمآل الذي ينتظر غيره. وتلك ما جسده حديث قاله لي صديق تربطه به علاقة خاصة، وذلك في معرض قوله له: لكن يا دكتور المسؤولية ستطالك أيضاً. فقال له الترابي: نعم أعلم ذلك، وكرجل قانون ربما أنال سنة أو سنتين ولكن ثق وقتها لن تستطيع المشانق أن تسع ضيوفها!

آخر الكلام:
لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!

هذا المقال حُجب عن النشر في صحيفة الأحداث الأحد 21/11/2010
فتحى الضو صاحب كتاب سقوط الاقنعة

  Reply With Quote