View Single Post
Old 11-22-2010, 05:35 AM   #17
 
عوض خضر

تاريخ التسجيل: Feb 2010
رقم العضوية : 4
المشاركات : 2,897
بمعدل : 0.56



عوض خضر is offline
Default

ولعبدالرحمن ( الدفار )

حكايه طويله مع العنف والترحال وحياة السلب قبل أن يعمل في قيادة اللواري

ويجيدها وقد كان دائم التغني بامجاد ماركات معينه من سيارات النقل مثل السيارات من ماركة هوستن الشهيره

الا أنه مع الايام وبعد ان امتلك الهوستن الذي يحلم به وطاف ربوع البلاد من اقصاها الي اقصاها

وجد ان الطلب علي الهوستن قد تناقص كثيرا فباعه في جوف الصعيد البعيد وعاد واستدان من عدة اشخاص من بينهم طليقته

واشتري حافلة ركاب( نص عمر)

ورغم اهتمامه الشديد بالحافله وتزينها وتنظيفها

الا أنه مازال يحن الي ايام الهوستن والانطلاق بعيدا في الفيافي

وهو صاحب معرفه وفيره بكل المدن والطرق والكثير من القري والاقاليم البعيده

وقد كان يفاضل بين البلاد التي زارها بطعم ( مريستها )

اذ كان يقول وعيناه تذهبان بعيدا

- والله الحله دي فيها جنس ( دقه ) تخليك تكسر كرونه اسبوع كامل

ورغم ان كل حياته كانت تموجات عاتيه

الا أنه رجل رقيق الجانب عطوف يحدب علي مصالح مرؤوسيه ( المساعدين ) ويتعاون في كل صغيره وكبيره تخص اخر محطه

لكنه ايضا رجل سريع الغضب يعتز جدا بماضيه وقوته التي لايستهان بها

تزوج ايام الهوستن ولكنه لم يستطيع تلبية متطلبات الحياة الزوجيه

فظل علي خلاف دائم مع زوجته حتي اتفقا اخيرا علي الطلاق

وكانت ثمرة هذا الزواج القلق طفل ذكر

أهتم الدفار به وبتعليمه ولم يفكر مطلقا في انتزاعه من والدته

بل حافظ علي علاقه جيده مع طليقته حتي ان بعض معارفهم صاروا يرددون ان الدفار علاقته بزوجته افضل بعد الطلاق

ولعبدالرحمن الدفار عادات ثابته يمارسها كطقوس يوميه دون ان يتنازل عن أي تفصيله بها

فهو يحضر باكرا الي اخر محطه وفي الغالب يكون مستحقا ضربة بداية تسيير حافلات النقل

يشعل محرك سيارته ثم ينزل بعد اصدار تعليمات مقتضبه لمساعده

ثم يجلس الي حاجه شامه وقبلها كانت حسنيه يشرب الشاي بالحليب ويغمس حبات الزلابيه في السكر الناصع مستمتعا بهذا الطقس الصباحي الي اقصي حد

بعد ذلك ينهض عن البنبر الي سيارته التي ستكون ( شبكت ) اي ان الركاب داخلها اكثر من نصف المقاعد تقريبا

ثم يبدأ رحلته الي داخل المدينه مرددا بعض الأدعيه التي تعلمها اخيرا من ولده

عندما يعود يكون وقت الافطار قد ازف

وافطار الدفار لايكون الا عند حليمه الحلبيه كما يسمونها في اخر محطه

رغم انها غير حلبيه الا انها صاحبة لسان طويل ولاتخجل من شئ

فاطلقت عليها امها منذ طفولتها لقب الحلبيه

وعند حليمه يجلس الدفار علي السباته النظيفه وعيناه تلاحق العصيده والتقليه بنهم واضح

وهو يسلم ويجلس دون ان ينبث ببنت شفه

لكن حليمه تعرف مراده

بعد وضع صحن العصيده الضخم امامه يرفع صوته الجهور مناديا المساعدين

- يلا يا ولد خلينا نلحق العصيده دي حاره

بعد رشفات طويله لشاي بعد الافطار ينهض ليبدا دوره جديده في نقل الركاب

ونواصل

  Reply With Quote