سرعان مااقتصرت آمال عابدين التي كانت عراض
الي ارضاء نهم الرجل ذو اللحيه الخشنه بدفع السعر الذي يطلبه وفي الوقت الذي يطلبه
وقد شكا اليه الكثير من زبائنه ان اسعاره اغلي من السوق
ولكن عابدين بلباقته وصبره وزلاقة لسانه ومثابرته
استطاع ان ينسج بهدوء شبكه كبيره من العملاء الدائمين فقد مد اواصر علاقاته الي ستات الشاي واصبح المورد الرئيس للنعناع
ثم الي ستات الكسره وكذلك اضحي يمولهن بالخضروات
والمطاعم الصغيره المنتشره حول اخر محطه او حتي علي طول الشارع
ثم صار يوزع الخضار لعملائه في امكانهم بدراجه يحمل عليها ( قفاف ) الخضار
ساهم كذلك نشاطه وابكاره في الحضور الي عمله في تمسك زبائنه به
ورغم ذلك لم يتقدم عابدين كثيرا كان يحس بان تكشيرة الرجل ذو اللحيه الخشنه تزداد وانه يمارس حصار لافكاك منه عليه وقد فكر كثيرا في التملص منه
بعد ان عرف طرق اخري لتوفير خضرواته لكن حاج الزين حذره ان الرجل واصل ويمكن ان يتسبب في انتزاع المكان منه
وهكذا استمر عمله يبذل الكثير من الجهد والعائد قدر مصاريف العائله او اقل
يحاول ان يدفن همومه احيانا في جرعات آسنه ليلا مع بعض رفاق الثرثره لينام مكدودا ويصحو مرهقا
ولكن جلسات الثرثره كانت تسكن المه بشكل ناجع
وبين الحين والاخر كان يدعو رفاقه الي العشاء في اخر محطه
حيث الفترينات الصغيره لبائعي الاسماك وكشك الفسيخ
وشية حاجه شامه وبما ان عابدين كان معروفا للكل في اخر محطه محبوبا منهم فقد كان عشائهم عادة يكون حدث ضخم
ورغم ان عبدالحليم يتفادي صخب اخر محطه ويعتذر عادة عن المشاركه الا انه في تلك الليله
هب نشيطا لتلبية الدعوه
|