عندما عاد عبدالحليم الي الحي
عاد منهكا من السهر مزاجه يزداد تعكرا مع مضي اليوم طوال فترة عمله كان يراقب ساعته مستعجلا العوده لينال قسطا من الراحه
ولم يخرج في موعده المحدد قبل العصر لانه كان يغط في ثبات عميق
ولكن رفاقه توجسوا خيفة ان يكون عبدالحليم قرر مقاطعة جلسات الثرثره
اتفقوا علي مباغتته في منزله اذا لم يحضر مساءا واجباره علي العوده
ولكنه في المساء اطل عليهم صوته متخم بالنعاس
تمطي وسالهم عن احوالهم
فامطروه بوابل من الاسئله كنت وين - مالك انشاء الله خير - انت اخدت جوضة امس دي جد والله شنو
تمهل حتي اتوا علي اسئلتهم
ورد عليهم بهدوء
ابدا لم أنم وعندما عدت عوضت نوم الليل
اقترح عليهم عابدين ان يكون اليوم العشاء في اخر محطه
وعابدين هو احد رفاق الثرثره طويلا كعامود النور
كان الي وقت قريب بعيدا عن الحي اذ كان يعمل في ادارة مشروع الجزيره ولكنه عاد مع عائلته اخيرا خاوي الوفاض
بعد ان احالوه للاستيداع دون حتي ان يصرف مستحقاته
ومنذ ذلك الوقت هو يؤدي مختلف الاعمال ليعيل عائلته المكونه من ثلاثة اطفال وامهم
لم يكن لديه هم مسكن فقد كان بيتهم في الحي واسعا في اول ايامه كان يبحث عن عمل كتابي عمل في مكتب محامي لفتره ولكنه لم يستمر نسبة لان مكتب المحامي لم يكن افضل من مشروع الجزيره في الفتره الاخيره
الرواتب تتاخر وقد لاتاتي
ثم عمل في مطبعه تابعه لجريده مشهوره ولكنهم استغنوا عن خدماته لانه ليس عاملا فنيا حاذقا ولضيق في المورد
ثم عمل في متجر ضخم للاسبيرات في المنطقه الصناعيه
ولكنه عاد وشكا ان المتجر اغلق
لان شركات عملاقه يملكها الجماعه الكبار اجتاحت السوق وقضت علي كل التجار الصغار
فصار رفاقه يتندرون ويقولون عنه انه غراب شؤم
عندما حضر لجلسات الثرثره بعد توقفه الاخير عن العمل
ابتدره عبدالحليم باسما لحقت عمك بتاع الاسبيرات مشروع الجزيره عافي منك
وضج الرفاق بالضحك
ولكن عابدين كان مهموما لايعرف ماذا يعمل
مازحوه ثم وعده عمك الزين بانه سيجد له حلا خلال اسبوع
وقد كان فقد دبر حاج الزين موقع مؤقت لبيع الخضر في اخر محطه لعابدين
ولم يتردد عابدين كعهده عندما كان يبحث عن العمل الكتابي بدا فوارا في تاسيس راكوبه صغيره سقفها بالجوالات والكراتين الفارغه
ثم احضر تربيزه قديمه من بيتهم وسلفه حاج الزين ميزان قديم
وعرفه علي احد تجار الخضار بالجمله والذي عندما راي عابدين ذات مساء في منزله الضخم في الحي المجاور
ابتسم وبدا كأنه يلعق شفتيه في نهم
واحس عابدين ان الرجل ذو اللحيه الصغيره الخشنه سليتهمه
ولكنه ربت علي مخاوفه وقال له اعتبر نفسك مسكت اخر محطه كلها بالخضار
انا بجبليك الطماطم والخضار الصغار لكين كان داير فواكه وغيرها الا تمشي المركزي
عاد عابدين في ذلك اليوم تحدوه امال عريضه
ونواصل
|