قضي عبدالحليم وقتا طويلا يحاول تجاوز حنقه
ورفاق الثرثره يتحلقون حوله محاولين تهوين الامر ولكن كان هناك امر زاد من تأجيج حنقه وهو اعتراض محمود الذي يعتبره عبدالحليم صبيا لم يشب عن الطوق
ومع مضي الوقت وصمت عبدالحليم وتنفسه بعمق بين الفينة والاخري احس الرفاق بأن هذه الليله مضت دون سمر يذكر
عبدالحليم عندما وضع راسه ليخلد للراحه انتابته الهواجس
ما الذي جعله يهتاج كل هذا الهياج هل فعلا هو معني بهذا الامر
ام ان هؤلاء نفذوا الي موقع كان يحاذر ان يبدو ظاهرا للعيان
الم يجعل من نفسه اضحوكه وسط هؤلاء الصبيه
هل هذه الثوره مبرره في نظر أهل الحي او حتي رفاقه
اخرج زفرات متتاليه ولم يستطيع النوم بسهوله كان يستمع الي غطيط والده في السرير الذي يبعد عنه قليلا
لماذا ليس هو كوالده لماذا لايكون مثله واسع الصدر لايأخذ الامور علي محمل الجد
دائما هازئا ضاحكا يخلق من كل الأزمات اقصوصات ضاحكه ولعله في سردها يعالج بعض منها
قرب الفجر غفا ثم هرع لايلوي علي شئ صباحا ليلحق الحافله
ولكنه في ذاك اليوم لم يستطيع اللحاق بها فاضطر للسير حتي آخر محطه وكانت هذه مره من مرات نادره مثل اخر مره تلك التي قضي والده فيها الليل مريضا
وهو يعرف انه سيقضي يومه هذا ممتعضا من كل شئ
ونواصل
|