عبدالحليم شاب سريع الغضب
لكنه لايذهب بعيدا في خصوماته التي قلما خلت علاقاته في الجوار منها
ورغم أنه ليست لديه القدره علي الاعتذار عن تسرعه في بعض المواقف الا انه يبادر من وقع عليه الظلم
بحديث مسلي رقيق تتخلله الكثير من النكات الغير بذيئه اذ انه دون انفعال يتفادي البذاءات صار الجميع يعرفون طريقة عبدالحليم في التعذر
لعودة عبدالحليم نمط محدد لايحيد عنه فهو عندما تصل حافلة مصلحته يترجل دون تعجل
يتلفت قليلا كأنه يستكشف الشارع يعمل علي تسوية ملابسه التي فقدت لمسة مكواته الساحره في اكثر من مكان رغم انه سيخلعها بعد دقائق معدودات
ثم ينفض بالصحف عن اطراف ثيابه غبار غير موجود الا في مخيلته
وفي الغالب يتعرض للاطفال الذين يقطعون الطريق امامه ناهرا اياهم متفاديا الغبار الناتج عن لعبهم الصاخب
يدلف الي منزلهم ولكنه لايمكث كثيرا
اذ يخرج مرتديا جلبابه يجلس في مكانه المفضل يفرد الصحف واحده تلو الاخري
يكمل مافاته من قراءه اثناء يوم العمل
بتوافد بعض الافراد من رفاق الثرثره في هذه الفتره
ويتقاسمون الصحف يمتعضون من خلوها من ما يلفت النظر
واذا وجدوا شيئا شدهم في احدي الصحف يلتفون حول حاملها مركزين ابصارهم علي الصحيفه التي فازت باهتمامهم
دون ان يعيروا الطريق التفاتا
ولكن هذه الفتره ليست طويله اذ يقعطعها آذان العصر ثم الغداء
لذلك سرعان مايخلوا المكان ليعاودوا التجمع بعيد المغيب
اذ ان وجبة الغداء لا تربط بينهم ولكن مايربط بينهم هو العشاء اذ لديهم عند حسن صاحب البقاله في الشارع
صحن المنيوم من الحجم الكبيرصحن ذا شأن
هذا الصحن لايخص المتجر وانما يخص رفاق الثرثره جلبوه حسب مقايسسهم الخاصه وحسب اذواقهم
لايتدخل صاحب البقاله في نظافته اذ يتولي عبدالحليم هذه المهمه بنفسه
وطقس العشاء طقس مهم جدا اذ تبدأ التحضيرات باكرا
تقطيع البصل تفتيت الطعميه التفنن في جلب كل انواع السلطات
وعندما يبدا الرفاق في التهام (البوش ) يكون الجميع قد حضر ومن لم يحضر
يسالون عنه في منزله ان كان موجودا لابد من حضوره حتي لوالمت به الملاريا التي لاتفارق الحي بشكل كامل ابدا
ونواصل
|