في ذاك اليوم وبعد ان بذل عبدالحليم الكثير من الجهد
في ازالة الرائحه من ثيابه عافت نفسه العوده الي رفاق الثرثره
فارتدي العراقي البلدي واستلقي حاملا الراديو الثمين ذو الجراب الجلدي الجميل
بعيدا عن صخب التلفزيون في الجانب الاخر من منزلهم الجانب الذي يخص الرجال
وبدأ يحرك المؤشر بحثا عن اغاني ضخمه كما يسميها هو
اغاني تروض الاحاسيس
ولا يهم من المؤدي ام كلثوم او فيروز او وردي او ابو الامين
او اخرين
يظل ساكنا دون حراك وبما انه عاد باكرا للبيت دون ان يتناول العشاء في الشارع كالعاده
فهذا يعني ان تدبر الحاجه بعض الحليب وتضعه بجانب سريره
رفاق عبدالحليم كلهم اصغر سنا منه وان كان الفارق ليس كبيرا
ماعدا عمك الزين الذي يكبر عبدالحليم قليلا ورغم أنه يأتي لجلسات الثرثره في الغالب بعد الصلاة حاملا مسبحته
الا أن وجوده لايفسد للجالسين مشاريعهم اي كانت
فهو رجل خفيف الظل عاشق للمرح لا يشاركهم في الكثير من مايفعلون لكنه
يشاركهم فيمايسميها الطيبات الاوهي العشاء في الشارع او النظرات المختلسه احيانا لامرأه مرت
تاركة خلفها رائحة طلح جعل رفاق الثرثره يستنشقون هواء الشارع المتعفن عادة لمده طويله
او بعض حبات الزلابيه التي تـأتي احيانا من احد البيوت التي ازمعت صاحبته امرا في نفسها
سرعان مايترجم في شكل كرامه ولايوجد انسب من الجالسين جل اليوم في الشارع
لازدراد حبات الزلابيه النديه اخر العصر
ونواصل
|