ثرثره ذات طابع سياسي
عبدالحليم
شاب يبدو في بداية الكهوله او كهل يبدو في نهاية الشباب
انيق المظهر في غالب الاحيان غير ان بعض الشيب بدا يضفي علي مظهره شئ يذكره بمرور السنوات
ورغم ان عبدالحليم طوال حياته كان بعيدا عن دهاليز السياسيه اذ انه لايذكر انه أبان ايام دراسته خرج في مظاهره او موكب
وهو يذكر كذلك انه لم يرشق احدا بحجر سياسي ولم يرحب باحد ولم يصفق لاحد
كان يستقل يوم هدير زملائه في الشوارع بان يخرج دون ان يلتفت وراءه ليستمتع باللعب في حيهم المكتظ بالهاربين امثاله من المظاهرات والبمبان
وبصاق العساكر العابسين دوما . الا انه بدا في الفتره الاخيره يصب جام غضبه علي بعض الشباب من حيه والذين يناصبون الحكومه العداء
وحتي عندما تقدم في السن كان يفضل تمرين فريقه علي ندوه سياسيه او اي تجمع يمكن ان يمت باي صله للسياسه
في حيهم كان معروفا بجلساته في ظلال الاشجار امام البيوت يتصفح الصحف الرياضيه ويستمتع بالتعليق علي الماره
او يدير نقاشا حامي الوطيس مع احدهم يشجع الفريق الخصم
وهنا تبدو براعة عبد الحليم في الجدل
البيوت التي تكون في دائرة التراشق تصل اليها كلماته
لالا ياحبيبي التمريره ماكانت عرضيه امشي شوف دكتور عيون احسن من الدرع ليك القزازات الفي وشك دي
علي الطلاق كان دا ويذكر اسم لاعب بعينه كان حارسكم عمل عملية فتاق علما بانه لم يتزوج حتي الان
يصمت قليلا ويبادر بهجوم اخر
أنا علي الطلاق مبارتكم دي كان في واحد فتح التلفزيون عليها في البيت كان فتحت نار عليهو
وهكذا هو عبدالحليم يعود من عمله في اداره متهالكه من الادارات الحكوميه متأيطا جل الصحف الرياضيه
جيبه منتفخ من جراء كيس التسالي الضخم الذي بداخله
لا يدخن ويكره التدخين المره الوحيده التي اخطا فيها وتجرع الكحول كانت مقلب من رفاقه
اذ انهم كانوا يجلسون مساءا بالقرب من الشجره التي تقبع تحتها مزيره تزين ازيارها بقع الطحلب
اول ماسلم عبدالحليم بعد وصوله مد يده ليتناول كوب الالمنيوم الذي يبدو انه تعرض للكثير من الضغط بالجوانب حتي صار كخدي امراه بلغت من العمر عتيا
ومع ذلك هذا الكوب مربوط الي المزيره بسلسله رقيقه تمنع انتزاعه
حاول احد رفاق الثرثره ان يسبقه الي الكوب قائلا
انا مليت الكوز دا ونسيتو
ولكن عبدالحليم كعادته كان سريعا او بالاصح كان رفيقه يتعمد البطء
غير أنه بعد الجرعه الاولي والتي كانت جرعه لايستهان بها بفعل الصراع علي الكوب
توقف ورش السائل الاسن في دائره قطرها عدة امتار ثم سب ولعن كعادة اجداده الذين دائما مايلجأون الي السباب لابداء سخطهم
ضج الرفاق بالضحك
ورفع عبدالحليم عقيرته مرسلا بعض الصياح المتخم بالسباب البذئ
ثم رجع الي منزلهم لايلوي علي شئ
ونواصل
|