View Single Post
Old 10-31-2010, 11:09 AM   #44
 
صادق محمد عوض

تاريخ التسجيل: Apr 2010
رقم العضوية : 90
السكن: السعوديه
المشاركات : 2,137
بمعدل : 0.41



صادق محمد عوض is offline
Default

القضايا الاجتماعية في* ‬شعرها
* ‬لجأت الشاعرة روضة الحاج إلى أسلوب الترميز الخفي* ‬في* ‬عرض القضايا الاجتماعية ويتضح هذا الترميز بالقراءة* ‬الدقيقة لقصيدة* (‬وقال نسوة) ‬ففيها قضية الخصومة اللطيفة بين الرجال والنساء وهي* ‬بالطبع خصومة لا تصل حد العداوة وأكثر مظاهر هذه الخصومة هضم حقوق المرأة خاصة حق التعبير عن الذات،* ‬ففي* ‬هذه القصيدة رمز إلى أن زمان هذا الحرمان قد مضى وتحررت المرأة من قيودها كما أن في* ‬القصيدة تذكيراً* ‬للمرأة بخصائصها الوجدانية التي* ‬لا تقل ضراوة عن خصائص الرجل وهذا واحد من عوامل انتشار شعرها لأن التعبير عن مثل هذه القضايا بالشعر* ‬،* ‬أوقع في* ‬النفس من التعبير الهتافي،* ‬فاقتباسها لقصة سيدنا* ‬يوسف عليه السلام إشارة إلى هذه القضية فإن النسوة عندما قطعن أيديهن عند رؤية* ‬يوسف أظهرن هذه الخصائص الوجدانية تجاه الرجل من* ‬غير وعي* ‬وهنا تستنكر الشاعرة روضة الحاج استسلام النساء للأغلال الاجتماعية التي* ‬تكبت مشاعرهن،* ‬كان ذلك في* ‬قولها: *
‬لو أنهنَّ سيِّدِي * ‬وَجَدْنَ ما وجدتُ * ‬حينما سرحتُ* ‬يومَها * ‬وضجَّتِ الحياةُ حين كنتُ ناظراً * ‬وأجهشَتْ سَحابةٌ كانت تَمُـرُّ * ‬في* ‬طريقِها إلى البعيدْ * ‬لو أنهن سيدي*......‬ * ‬لقُطِّعتْ أناملٌ * ‬مَشَتْ على الخدودْ (روضة الحاج، ب، 2006م )
* ‬لكنها بعد ثورتها على هذه الأغلال الاجتماعية عادت مرة أخرى إلى الاستسلام النسائي* ‬طائعة ولعل هذه الحالة تولدت من إحباط في* ‬نفس الشاعرة صرفها عن الرمزية التي* ‬أثارت بها قضية المرأة في* ‬قصيدة* ( ‬وقال نسوة*) ‬فظهر هذا الإحباط في* ‬قصيدة* (خاطرة خرساء*)
‬ومللتُ من دمعٍ* ‬يزورُ مع المساءْ * ‬وسئمتُ من طيفٍ* ‬يزاوِرُ * ‬سائلاً* ‬قلبي* ‬البقاءْ وكرهتُ أني* ‬جئتُ من* ‬ جنسِ النساءْ(روضة الحاج، أ، 2006 ) * ‬استخدام عناصر الطبيعة
* ‬قد* ‬يكون هذا ضرباً* ‬من الرومانسية إذا عرفناها بأنها اللجوء إلى الطبيعة للتعبير عما في* ‬النفس لكن اعتقد أن استخدام روضة الحاج لعناصر الطبيعة كان التماساً* ‬لبداوة تحن إليها وتفقدها في* ‬زحام المدينة وضجتها فقد تكررت عندها الأزمنة والفصول وعناصر الطبيعة الأخرى كالبرق والرياح والمطر*.‬ * ‬انظر تكرار هذه العناصر في* ‬قصيدتها* (‬نشاز في* ‬همس السحر)(روضة الحاج،أ،2006م)
* ‬وغداً* ‬تسافرُ كالمساءْ * ‬وأظلُّ وحدي* ‬للصقيعِ وللشتاءْ *............‬ * ‬كيف احتباسُ الدمعِ بعدَكَ * ‬عندما* ‬يأتي* ‬المساءْ *......‬ من لي* ‬إذا عَبَسَ الشتاءْ؟ *.............‬ * ‬خوفي* ‬إذا جاءَ المساءْ وما أتيتَ مع القمرْ * ‬كذلك في* ‬قصيدة* (‬عام مضى*)(روضة الحاج ،ب2006م) ‬حيث ذكرت السنة بفصولها في* ‬قولها* ‬ عامٌ مَضَى* ‬ بخَرِيفِهِ وبصيفِهِ * ‬كلّ الفصولْ * ‬لكنني* ‬من أجلِ وجهِكَ * ‬يا صفيَّ* ‬القلبِ * ‬أعلنتُ الطوارئَ* ‬يومَهَا صيفاً * ‬فحاورتُ الغُيومَ البيضَ والأنداءَ والعشبَ الجميلْ
* ‬فهذه الصورة* ‬يحس بها أهل الريف أكثر من أهل الحضر *
‬أثر العامية السودانية
* ‬هذا أثر قديم* ‬في* ‬الشعر السوداني* ‬ورائد هذا المنهج الراحل محمد المهدي* ‬المجذوب*(عليه رحمة الله) ‬فهو* ‬يستخدم الأمثال الشعبية والحكم في* ‬شعره فيصوغها بلغة فصيحة كقوله (المجذوب،1982م )* ‬
قَلَما تَخِذتَ وهل* ‬يُفِيدُ ولمُ* ‬يُزِلْ* ‬بَلماً* ‬وَعِلـمُكَ لِصُّكَ المترَقبُ * ‬ارْفَعْ* ‬يديكَ عن التُّيوسِ وسِعْتَها* ‬حَلْباً* ‬يَطولُ وأيُّ* ‬شييءٍ تحلُبُ
* ‬واشتهر من هؤلاء أيضا* ‬خليل محمد عجب الدور وله شعر كثير في* ‬هذا المجال كقصيدته* (‬من وحي* ‬القبوب بين الطين والربوب) في مجموعة(قصائد من الشرق )*‬وقد ضمنت روضة الحاج شعرها المثل القائل* (‬زمانو فات وغنايو مات*) ‬حين قالت * ‬
عندما* ‬يشدُو المغنِّي * (‬بالصباح الباهي* ‬لونك)*
‬أنت لن تأتي* ‬إليّ*
‬ومُغَنَِّي* ‬الحبِّ ماتْ
* ‬ثم ضمنت الجزء الأول من هذا القول في* ‬قصيدتها* (على الرغم مني*)
* ‬وقد قلتُ للتوِّ * ‬إن* (‬زمانَ الجراحاتِ فاتْ)(روضة الحاج، ج، 2006م )
* ‬المدرسة الشعرية لروضة الحاج
‬ذكرت في* ‬حديثي* ‬عن لغة شعرها أنها انصرفت عن لغة الإغراب والغموض وأن هذا ما أتاح لشعرها الانتشار والذيوع فمدرسة الإغراب والغموض هي* ‬التي* ‬نفرت شيوخ الأدب واللغة من شعر التفعيلة في* ‬بداياته،* ‬لكن هناك شعراء نأوا بشعر التفعيلة عن الغموض ومزالق السخف المعنوي* ‬وخير نموذج لهؤلاء الشاعرعبد القادر الكتيابي* ‬فكانت مدرسته رداً* ‬على مدرسة الغموض* ‬،* ‬فقد ذاع* ‬أمر ديوانه* (‬رقصة الهياج*) ‬ذيوعاً* ‬كبيراً،* ‬والشاعرة روضة الحاج تأثرت كثيراً* ‬بشعر الكتيابي* ‬مع إبراز شخصيتها وأسلوبها الخاص فكثيراً* ‬من أساليب الكتيابي* ‬التي* ‬ابتدعها في* ‬الشعر جاءت في* ‬قصائد روضة الحاج من ذلك إيراد المسائل اللغوية التي* ‬اختلف فيها العلماء قديماً* ‬وعدوها من شواذ الحروف مثل* ‬،* ‬إدخال* (‬أل*) ‬على الحرف وعلى الاسم الملحق به ضمير وبعضهم* ‬يدخلها على الفعل كقول الفرزدق (ابن عقيل،1993م ،)
* ‬ما أنتَ بالحَكَمِ التُّرضَى حُكُومتُه* ‬ولا السديدِ ولا ذي* ‬الرأيِ* ‬والجَدَلِ * ‬لتكون أل هنا بمعني* ‬الذي،* ‬لكن الكتيابي* ‬أدخلها على الحرف والاسم* ‬غير المجرد من الضمير في* ‬قوله عن العيد ( الكتيابي، 2006م) * ‬هلْ أنتَ ذاتُك ذاك الفي* ‬طفولتِنا * ‬كانت تُعدُّ* ‬لهُ الساحاتُ والغرفُ * ‬هل أنتَ ذاتَك ذاكَ الفَجْرُه ذَهَبٌ * ‬الشَّمْسُهُ فِضَّةٌ ما شابَها كَلَفُ * ‬أي* ‬الذي* ‬في* ‬طفولتنا والذي* ‬فجره ذهب والذي* ‬شمسه فضة لقد استخدمت الشاعرة روضة الحاج هذه الظاهرة اللغوية في* ‬قصيدة* (‬ما في* ‬الجبة إلا الحب*)(روضة الحاج،ج،2006م ) ‬فقالت*:‬
* ‬ياجوقةَ الصبرِ التي
* ‬غنت مع البحارةِ الضاعوا * ‬مع المتشردين *....‬ *
‬أُحِبُّ جِرَاحَك الغارتْ * ‬بذاكرتي

  Reply With Quote