الاخ عبد المنعم :
السلام عليكم ورحمة الله
تتضاءل الكلمات وتولي هاربةً حينما تكون في حضرة الشاعرة القامة روضة الحاج تلك القادمة من مدينة كسلا بشرق السودان .. هذه المدينة التي في داخلها عالم كامل من الجمال المتجدد ، بما فيها من جبل التاكا الشاهق الأملس الذي لا تلتفت يمنة أو يسرة إلا وجدته يقابلك في نظرة هازئة تقول لك إنني هنا ..وهنا أيضا النهر الجامح .. القاش .. ذلك النهرالموسميّ المتمرد على كل الحواجز عندما ينطلق من أغلاله في الخريف من الهضبة الحبشية حاملا الخير والطمي الأسود وكذلك الموت السريع لمن غفل عنه ففاجأه على حين غرة .. ولا ننسى منبع توتيل .. الذي يقولون عنه إن من شرب من مائه لا بدّ راجع إليه ...كل هذا وذاك شكل شخصية هذه الشاعرة الجميلة
ظللت اتابع قصائدها من خلال كتاباتك واليوم وجدت قصيدة وفي ظلها يستريح القصيدوقد اوردت بها
ما ضر شيخ عكاظ اذا قالها دون لوم
قد تكون اخطأت وضغت حرف الميم قبل الاستفهام فنرجو حذفه لان الاصل في البيت
ما ضر شيخ عكاظ اذا قالها دون لو
وهنا اشاره من الشاعره الي واقعه حدثت للخنساء والنابغة وذلك أن نابغة بن ذبيان كان تضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ يجتمع إليه فيها الشعراء؛ فدخل إليه حسان بن ثابت وعنده الأعشى وقد أنشده شعره , وأنشدته الخنساء قصيدتها :
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِـهِ ... كَأَنَّهُ عَلَــمٌ فـي رَأســِهِ نــارُ
وَإِنَّ صَخراً لَمولاِنا وَسَيِّدُنا ... وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ
فقال: لولا أن أبا بصيرٍ – يقصد الأعشى وهو شاعر مشهور من أصحاب المعلقات - أنشدني قبلك لقلت: إنك أشعر الناس !!
فهنا تقصد الشاعره ان النساء دائما ما يَقلل من شأنهن في حضرة الرجال خصوصا وانها قدمت هذه القصيده بمهرجان امير الشعراء وقد تكون بحاسة المرأة قد احست بما سوف تتعرض له من ظلم وهذا ما كان من تلك اللجنة في ذلك البرنامج
ولي معك عودة اخري
|