الفارغون اكثر ضجيجا...!!
 

اذا مر القطار وسمعت جلبه لاحدي عرباته فاعلم انها فارغه.
واذا سمعت تاجرا ينادي علي بضاعته فاعلم انها كاسده.
فكل فارغ من البشر والاشياء له جلبه وصوت وصراخ! اما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار لانهم مشغولون ببناء صروح المجد واقامة هياكل النجاح.
إن سنبلة القمح الممتلئه خاشعه ساكنه ثقيله اما الفارغه فانها في مهب الريح لخفتها وطيشها. وفي الناس اناس فارغون مفلسون اصفار رسبوا في مدرسة الحياة واخفقوا في حقول المعرفه والابداع والانتاج. فانشغلوا بتشويه اعمال الناجحين فهم كالطفل الارعن الذي اتي الي لوحة رسام هائمه بالحسن ناطقه بالجمال فشطب محاسنها واذهب روعتها.
وهولاء الكسالي التافهون مشاريعهم كلام وحججهم صراخ وادلتهم هذيان لا تستطيع ان تطلق علي احدهم لقبا مميزا ولا وصفا جميلا فليس باديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولايذكر مع الموظفين الرواد بل هو صفر علي يسار الرقم يعيش بلا هدف ويمضي بلا تخطيط ويسير بلا همه ليس له اعمال تنقد فهو جالس علي الارض والجالس علي الارض لايسقط. لايمدح بشئ لانه خال من الفضائل ولايسب لانه ليس له حساد وفي كتب الادب ان شابا خاملا فاشلا قال لابيه : ياابي انا لا يمدحني احد ولا يسبني احد فما السبب؟ فقال ابوه: لانك ثور في مسلاخ انسان.
إن الفارغ البليد يجد لذه في تحطيم اعمال الناس ويحس بمتعه في تمريغ كرامة الرواد لانه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش ابداعهم ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمسا في اتقان عمله وتجويد انتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الاخرين ولابعثرة قبورهم فهو منهمك في بناء مجده. ان النخله باسقة الطول دائمة الخضره حلوة الطلع كثيرة المنافع لهذا اذا رماها احدهم بحجر عادت عليه تمرا.
إن السيف يقص العظام وهو صامت والطبل يملأ الفضاء وهو اجوف .
إن علينا ان نصلح انفسنا ونتقن اعمالنا وليس علينا محاسبة الناس والرقابه علي افكارهم والحكم علي ضمائرهم الله وحده يحاسبهم الله وحده يعلم سرهم وعلانيتهم ولو كنا راشدين بدرجه كافيه لما اصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم. التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح.
اما الخيرون فاعمالهم الجليله اشغلتهم عن توافه الامور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوله عسلا فيه شفاء للناس.
إن الخيول المضمره عند السباق لاتنصت لاصوات الجمهور لانها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها.
اعمل واجتهد واتقن ولاتصغ لمثبط او حاسد او فااااارغ.
هبطت بعوضه علي نخله فلما ارادت ان تطير قالت للنخله : تماسكي ايتها النخله فانا سوف اطير فقالت لها النخله: والله ماشعرت بك يوم وقعت فكيف اشعر بك اذا طرت..؟

إصلاح النفس وتهذيبها ... غاية من أجلها نزلت الكتب السماوية لانها الطريق الأوحد لبناء مجتمع مثالي معافي
والمجتمع المثالي ... يتيح الفرصة للإبداع... والتطور
لأن ليس هناك من يحدث ضجيجا
.............
موضوع كله حكم
جزاك الله خير ......... أم رهف