منتديات قرية فطيس

منتديات قرية فطيس (http://vb.futeis.com/index.php)
-   القصص والحكايات (http://vb.futeis.com/forumdisplay.php?f=14)
-   -   انة الاغلال......... قصة (http://vb.futeis.com/showthread.php?t=1071)

صادق محمد عوض 05-23-2010 01:57 PM

انة الاغلال......... قصة
 
[grade="00008b ff6347 008000 4b0082 ff1493"]بدأت ذاته تقضم بنان الحسره وهو لايجد إسمه فى قائمة المجتازين للمعاينه التى تقدم لها .
قرأ القائمه مره أخرى ،ثم أستدار بلا وعي خارج هذه المؤسسه. بدأت الظنون تهوّم بجناحين فى دواخله وكأنما كانت تنشر ظلام اليأس وتخنق أنفاس ما تبقّى من تفاؤل وتسقط كل ما كان يسميه حلماً .
رفع بصره وبدأ يقرأ إرتفاعات المبانى التى ظلت تشهق بينما جراحات الفقر تزداد عمقاً وصفوف التسوّل تزداد طولاً.
إستل وعيه من غمد اليأس وإتجه نحو العربه التى ستقله نحو المنزل . . .
تجاوز صفاً من المتسولين مُعرضاُ عن قصد ذلك لأنه لايملك سوى قطعه معدنيه ستمكنه فقط من الوصول إلى المنزل . . تحسس جيبه متفقداً القطعه المعدنيه التى أعدها للحدث القادم ،لم يدهشه أنها أصبحت أصغرمن سابقاتها التى ما عادت تجدى أو تقنع متحصل المركبه ، لم يدهشه صغرها لأن كل الأشياء صارت تصغر حتى نبيل القيم.
ويده فى طريقها نحوالقطعه المعدنيه لامست كائن يسكن جيبه ،هذا الكائن أهدته له محبوبته ... إنه منديل غير أنها لم تنسجه كما يذكر فى الأغانى والقصص.. لم يكن يدرك أن هذا المنديل سيكون محطه يؤرخ عليها شواهد أحزانه القادمه...
وهو فى طريقه نحو المركبه إذ بطفله أبدعت يد الحاجه فى رسم ملامح التسول على صوتها ،أصرت هذه الطفله على قضم جزء من كبد إنسانيته ،أراد أن يستجيب ولكن كانت القطعه المعدنيه أصغر من حجم المعاناه التى يحتويها ولاتتناسب وحجم إنسانيته ،تجاوز الفتاه وأصر ألاّ ينظر إليها . . .
وبينما هو مطأطأ الإنتباه كان بعض من فى المركبه يردد :
_ الشحادين أغنى ناس
ويرد البعض:
_ عندهم عمارات
ويتجاوب آخر:
_فيهم المساكين
ولكن الطفله وبمعرفتها بملامح من يعطى أصرّت على قضمه أخرى .
رفع بصره ونظر إليها من خلف زجاج المركبه . . .
إقتربت منه ورفعت يدها مدخله خصله من شعرها المهمل أسفل الخمار ،ثم وضعت يدها اليسرى على زجاج المركبه ومدّت يدها بعد أن إتخذت عنقها زاويه تمنح رأسها بعداً واضحاً يفضح كل ملامح الأسى . . .
_ الله يديك ويعافيك . . .
لم يقوَ إلا أن يقول لها :
_ الله يديك ويدينا .
حينها كانت المركبه تغادر وكانت هى أيضاً تغادر حتى إختفت عن ناظريه غير أنها كانت مقيمه بدواخله كأنما كانت تكتب بمخرز على عصبه .. .. ..
وأجتاحته دوامة إنسانيته المرهفه . . من فى عمرها فى أحضان أمهاتهم وهؤلاء تحت عطف ورحمة الشوارع ، ومن مثلها فى غرف المدارس وهنا لامعلم سوى الأيام .
إستوحش كل شئ يتآلف معه وأصبح يخطو نحو ذاته محض ساقان تتجهان نحوه أو نحو المجهول .
إستوحش حتى ذاته وأضحى غابات ومستنقعات ومخالب وجوارح . .أصبحت ذاته تزأر حد الحاجه إلى الفيضان ،وتدوى حد الرغبه فى الإجتياح والقصف ،ومع كل ذلك كان يسعى لأن يتعادل مع إنفعالاته ليبرر إحتفاظه بالقطعه المعدنيه،زاد من رغبته فى دخول الهدنه تلك الفرقعه الصادره من متحصّل المركبه ..إنه صوت يألفه .. إذاً حان وقت أن يدفعها .. ويده فى طرقها نحو القطعه المعدنيه إعترضه قلمه ،أمسك به ومنح متحصّل المركبه القطعه المعدنيه....
تفاجأ به يرجعها له :
_إنت خالص..
فتح أطلس ذاته وعلى المقعد القابع أمامه بدأ يفيض ويدوى ويدوّن بقلمه على البلاستيك الذى يغلف خلفيّة المقعد الذى يواجهه . . .
لايدرى هل ما يصيغ هو تبرير ؟ أم حقائق ؟ فقط سوّر كل إنسانيته واختزلها إلى أذن وأخذ يهمس لذاته بكل رجاحه ..
من خبأك لم ينسَ أن يدسك موقوتاً على حافة الإنتباه وحين الإنفجار قد يعمد البعض إلى رمادك ليمسحوا به أرصفة مقاهى الحديث ليعلنوا حداد الأزقه ....
عظموك وأنت رماد ووطئت أحذيتهم صفحات حاضرك وأنت تنبض ، ولربما سوقوا رمادك كحلاً يعمى بصيرة القادمين من خلفك ،ولربما ذوبوه مداداً يزاوج الألحان ليخرج غناءً لايعى حجم الفجر الآتى..
إذاً أهانوك ثانية ً إذ أنت رماد .
إذاً طالما الإنفجار على حافة الإنتباه رجاءً :
إمضى ولا تلتفت ، بل لا تأبه فمن عبأك بالإعصار لم ينسَ أن يعلم النخيل مرارة الإنكسار،
عندها لاتفكّر فى الإجتياح ، ستقتلع نفسك وتقذف بها تابوتاً على بحر بلا إسم أو بألف إسم كلٌ يسميه على هواه ، ولن تأخذك جارية إلى سيدة القصر ولن تقتلع يداك لوحدك شعرة من صدر الملك ولن تقر عين أمك وهى تتجول ردهات كوابيسك بائعاً متجولاً يسوّق مستحيل الأحلام فى أزقة بنات الحاره ،وتغزل اللا ممكن زعانف على جسد التمرد لتضخ الأوكسجين لجسد قد يأويه القاع إذا أثقله ما يعبأه.
إذاً قد تنزلق على قشرة الأوهام إن أغرتك بأن تندلق معرضاً لأزهار الربيع فى بلاد الإستواء :
نعم فى الخاطر خريف ولكن زحف رمل الفاقه يملأ الجيوب ثقوباً ،ويحىّ مراسم لوأد نبيل القيم وجميل الشيم . . قد يعز عليك حريق وتصطليك السموم ،ولكن حتماً يحين اشتعال ،بلا إنفعال إمضى مكسور الرحيق ،منتوف الإتجاه ،مقذوف الطريق إلى حيث لا نهايه ولا وجع أو وجيع . . . إن لاحت لافته على منحنى فى دمك أوإرتفع بوق على إيقاع نبضك فأبكى حد النحيب على من عبأك..لاعليك فمن عبأك خبأك موقوتاً على زمن يمكن تجاوزه. . .
فقط هل أنبأك بأنك لن تنفجر إلا على نفسك . . . وستقذف بها تابوتاً.
لك منى زهرة من أزهار الربيع ،وتذكّر أن بالجيب منديل الحبيبه لعرق الإستواء ،وفى الخاطر زعانف أهدتها الأم للماء مخافة الإستيطان لا الغرق . . .
فجأة دوى صوت الفرقعه مره أخرى ، ولكن هذه المره صاح الفتى متحصّل المركبه :
_آخر محطه
خرج من غابته أو قل غيبوبة صحوته وهبط من المركبه ، لقد تجاوز محطة المنزل بثلاث محطات وبرغم أن المسافه ستضنيه إلا أنه لم يتضجر، ولكم تمنى أن لو أعطى الطفله القطعه المعدنيه ويخطو خطوات نحو محطة الإنسانيه ـــ فقد بدت له فراسخ نحو محطة المنزل أيسر وأسهل من خطوه نحو محطة الإنسانيه.[/grade]

عوض خضر 05-31-2010 07:52 AM

كان اخر ركاب المركبه التي تزوم ايذانا بالمغادره

الحقيبه الصغيره التي لا تمت لفئته العمريه بصله تبدو لافته تثير السخريه

ومع ذلك كان يحاول ان يزدرد حسره قاومها لمدة ايام كانه لم يعي تماما انه لابد من الرحيل اول ما فعله كان التخلص من الحقيبه التي تجعله اكثر تحسسا من نظرات الاخرين ومن همساتهم

ارتفع نشيجه الداخلي بعيد ان ارتمي علي مقعده الوثير


رغم ان رحلته كانت بالنسبه اليه من قبل عوده لمراتع الصبا الا انه اكتشف لاحقا انه سيكون مضطرا ان ينبش في اشياء كاد ان ينساها بعد ان تراكم عليها غبار السنين


في البدايه عندما سمع خبر نقله لهذه الاصقاع استجابة لطلباته المتكرره فزع وساورته الشكوك في امكانية صموده


ولكنه تراجع عن ذلك فوجوده هنا لم يعد خيارا بعد ان اكتشف ان الاحلام التي تراوده حتي في صحوه ستظل مجرد جرعه لازالة الاحباط فقط

هاهي التي ظل ينتظر ان يصل اليها وكانت تغزل الحلم معه بعد ان ازالت مساحيق ضغوطات اهلها وانها مغلوبة علي امرها ترمي في وجهه تلخيصها لحاله المتردي

قائلة ان ما كان حلما مشتركا بينهما ليس الا سراب لايمت للواقع بصله

وانه ليس لديه القدره علي تحطيم قوقعة واقعه المرير بحثا عن محاوله جديده

كان هذا اخر حديث اجراه معها وكان كذلك اول صافره اطلقت لبدايه يجهل الي اين ستؤدي ولكنه كان يمني النفس بخيارات ستتواجد خارج نطاق الرؤيه الحاليه

رغم القسوه في تقرير مصير حلمهما

الا انه بعد فتره اكتشف ان كلماتها كانت محفز لا بد منه ليمارس الاستفاقه التي كانت حينذاك كئيبه حارقه


عاد الي الحافله بعد التحليقه القهريه واكتشف ان جارته ذات التقاطيع الدقيقه والعينان الواسعتين تتلصص علي سرحانه دون ان يعي

تسول الجريده التي تستعملها كمذبه لذباب غير موجود رغم معرفته الاكيده بان الجرائد التي تبدو كلوحات اعلانات هذه الايام ستزيده ضيقا

لكنه اراد كسر حاجز التباعد المتعمد لاثبات طهاره لاتثقبها كلمات جيران رحله طويله

مر علي كل شئ غير الاعلانات ولكنه ياللغرابه راي في كل ماقراه اعلانا ما اعلان عن تغيير منشود بمؤسسات خارت قواها في محاوله مستميته لاستدرار عطف القراء الذين ماعاد اصلا يعنيهم الامر

اعلان عن تحسن في دخل الفرد وتساءل اين هذا التحسن تحسس الجنيهات التي يحملها الي امه كي لاتوصمه بالخيبه

ثم عاد من حيث اتي تحرقه العوده الان لقد تعود علي كل شئ القطاطي الناس الحشائش البريه الشمس القاسيه الخريف المعطاء عيدان الذره حواف الاستغراق في المتعه

وجوه الصغار المسامره حتي وقت متاخر

كل ماكان يفعله الذين حوله يغسلون مع ثيابه الكثير من الالم يتسابقون علي فعل ذلك وفعل كل مايجعله مبهورا كل مايجعله ينغمس في الانتماء اليهم رويدا رويدا

ومع ذلك كان لابد له من اوبه حتي لا يلحق به الي هنا اخاه مرة اخري كما فعل قبل فتره فوجده غارقا في ما سماه هذيان اثم


تنهدت الفتاة بجانبه بحرقه فالتفت اليها وبدا يتحدث اليها دون سدود

حدثها عن كل شئ كانه يعرفها من سنين عن خيبته وعن استسلامه لفتره وعن فصول محو الاميه التي اوجدها وسط القطاطي وعن فكرة المستودع الذي يضعون فيه الفائض الجماعي وعن التعاونيه التي يزمع انشاءها

وعن بقراته المطيعات وعن قطعة الارض التي ستدر اليه بعد الحصاد مدخولا لا باس به وعن قطيته الاثيره ( النقاع) ( وكنش العصيده) ( والحله ) المسوده

وعن التلقين مع اوعية العسليه وعن اناشيد الحصاد بلهجات لم يفهمها بعد لكنها كانت تسري في فكرته عن العمل الجماعي والانجاز الخارق وتجعل ( النفير ) طقس تلاحمي حازق يجتاحه حتي في نومه

حدثها عن الرعود والقطرات التي تظل تجلد الارض لايام ومع ذلك تظل النيران مشتعله والقطاطي صامده

وعن خميس تاجر الحبوب الذي اظهر له الكثير من القرف تجاه محاولاته التي يعتبرها خرقاء وصبيانيه وبالتالي صار يسبب له الكثير من المتاعب

كان تنظر اليه بتفهم سري اليها الحماس صارت تقاطعه متساءله عن بعض التفاصيل استطاع ان ينقل اليها كل شغفه بتلك المناطق ماجعلها تضحك بطلاقه اثناء تدفقه

صارت تتعامل معه بعفويه نزقه تصاعدت الفه عابقه بينهما ترجلا لتناول الطعام رغم انهما كانا بمعزل عن الاخرين

صنعا حول احاديثه ستارا كثيفا جعلهما ينتميان الي عالم اخر

عندما وصلا اشعل سجاره من ضحكتها وتابط ساعدها وحملا سويا حقيبته الصغيره مع اصرار علي العوده معا الي هناك بينهما نبتت زغروده وصندل وقرمصيص واشياء اخري


اسم هذه المحاوله : صندل وقرمصيص واشياء اخري

عوض خضر 05-31-2010 09:15 AM

اسخليوس شنو ليك

صادق محمد عوض 05-31-2010 11:40 AM

ابداااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااع.....اب اااااااااااااااااااااااع. ...................ابداااااااااااا اااااع........... انت رجل مسكون بالابداع...... وقاص لاتنقصة تطويع الكلمات.... والتسلسل المنطقي للاحداث......... فالقصة غوص في ذات( قرفان) تستحيل نهايتها الي قرار كان ينقص البطل....... الاستقرار..... والتعايش مع البيئة..... رغم عدم الرضا...... مشكور ايها المسكون نكهة.....

لكني وللامانة ..... اعشق ود خضر شعرا..... فهنالك.... منطقة السيطرة.... وعلو كعب المنطق......وبديع التصوير.... وشهد انسكاب الذات.... وينبوع الالق....

عوض خضر 06-01-2010 08:01 AM

الصادق تعال نحلق مع الاقاصيص ونفتح هذه المساحه للقصه القصيره اي منتدي خاص بها وبعدين منتدي للروايه وللشعر ولكن قبل ذلك تعال ننادي المبدع حسين محمد زين وخالد عبدالسلام وحسن والاخرين

لك الشكر رايك طبعا رأي احترافي يضع الامور في نصابها لذلك كان لا بد ايضا من بدايه نقديه واذا قدرت تستعين بمتخصصين معك وانا اشير لمتخصصين نقاد يكون خير وبركه طبعا بعد داك سننقل الامر لادارة المنتدي

عبده مصطفي إبراهيم 06-01-2010 08:04 AM

من غرفة التحكم:
إدارة المنتدي متابعة.....................الإبداع

عوض خضر 06-01-2010 08:12 AM

دائما نجدك قرب النبتات التي تحتاج لرعايه عندما تكتمل الصوره ستنقل اليكم لتنفيذ فكرة المنتديات الاكثر تخصصا بس ارجو ان يستجيب الاخوه حسين محمد زين وحسن وخالد والاخرين الذين لم يتسني ذكرهم واتمني ان نستطيع جذب رؤيه نقديه متخصصه وهنا يكون قطف ثمار المنتدي لك الشكر علي كل شئ

صادق محمد عوض 06-01-2010 08:55 AM

الفكرة رائعة وجديرة بالاهتمام وعن نفسي جاهز ومستعد...... واحاول جاهدا لاجبار عبد الخالق للدخول للمنتدي فهو في اصقاع سنار.... وحسن يغوص عند الحدود الاثيوبية وغاطس في كورة زقني... وحسن محمد زين في مهمة في تركيا.... والرجل مهموم بتطوير نفسه ويعمل بصمت .... خالد عبد السلام عمر... ده لغز.... فقد انقطع عني منذ اسبوعين.... وقرفان جدا من الامارات... عموما ساحول واحاول... اما عن ود الخليل فهو في ماليزيا ليحضر الدكتوراه.... والناقد المستبصر..... الدكتور فرح حمد.... نسيب الاخ غازي عبد الله عمر..... موجود وجاهز للادلاء باراءه متي ما طلبناه..... وهناك القاص المبدع عمار بركات وعمه الشهير الطيب هاشم.... وهؤلاء مقدور عليهم وانا علي صلة بهم.... كذلك اكتشفت في زيارتي الاخيرة للبلد شخصا تحفة..... وملئ ابداع وموجود .... والله انها الصدفة فقط جمعتني بهذا الرجل الذي لم اتحك به قبلا..... ولكنه يعجبك بسلاسة حديثه وفهمه العالي للاشياء وثقافته الضليعة..... انه الهادي جبريل.....

عوض خضر 06-01-2010 09:01 AM

اسخليوس ليتنا نستطيع جذبهم فربطهم عبر النت ممكن المهم ان نجد تلفونان او غيرها بالنسبه للمتواجدين في اقاصي الريف يمكن ان يتواصلو بعد اوبتهم ولكنها فرصه واهم مافيها الرؤيه النقديه التي ستفيد المتلقي والكاتب

لك الشكر وانا سابحث عن نقاد غالبا ماسيكونون من خارج المنطقه

عوض خضر 06-01-2010 09:03 AM

اسخليوس لقدادهشتني بموضوع الهادي جبريل فانا كنت جاره لفتره واعرفه حق المعرفه اول مره اعرف هذه الميول لديه


All times are GMT. The time now is 09:56 AM.

Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com