منتديات قرية فطيس

منتديات قرية فطيس (http://vb.futeis.com/index.php)
-   منتدي الاخبار العامة والسياسة (http://vb.futeis.com/forumdisplay.php?f=25)
-   -   وطن رايح (http://vb.futeis.com/showthread.php?t=1882)

صادق محمد عوض 08-10-2010 07:51 AM

وطن رايح
 
تقدمة:

وطننا البى اسمك هتفنا ورطنا
احبك
احبك
حالة تسلل:
يا وطن اتخذ فى ذاكرتى شكل الدكوة(مقطع من قصيدة الوطن الرقد سلطة)
(مقولة مشهورة للشاعر الشاب عثمان بشرى)
ضربة ركنية:
طبل العز ضرب يالسرة قومى خلاص
والبنوت زغاريدن تجيب الطاش
والسودان خلاص يالسرة ما بينفععععععع
(مقولة لشاب لا اعرف له اسما)
قووووووون:
وطنى ولا ملى بطنى
وطنى يا فردة جناحى التانى
وقت الناس تطير لعالما
صافرة النهاية:
فوت ومارس ارتحالك
بحثا عن الزمن المناسب
وعن مكانك فى المكاسب
(الشاعر عثمان بشرى)
الموضوع:
مغنطيسية بين الوطن الام وما يسمى بالوطن الاب
نحن معشر السودانيين المتمركزين خارج دائرة المعمورة اشتاتا على سفح مجسم اهليج العالم خرج البعض منا ولم يعد والبعض الاخر قد يعود واخرون فقدوا خارطة طريق العودة..... فكثيرا اقف عند مقولة مصطفى سعيد للراوى استاذنا الطيب صالح فى موسم الهجرة للشمال بعدان سافر كثيرا حاملا معه معاوله التى اجج بها نيران تلك المجتمعات ذات الصفر الحرارى وانتهى به مطافه فى اخمص دهاليز معمورته اذ انه اوصاه ان يحاول بقدر ما يستطيع ان يجنب اولاده(مشقة السفر)...
ما هذا الاصطفاء وهذه السعادة ياايها المصطفى سعيد.. لقد خرجنا وهرولنا بحثا عن لقمة العيش الكريم لنسد رمق طموحات ذوينا وندفعهم بتقدير نبيل الى مراقى الانسانية وهدوء المتناول من الحاجة فتختلف الاهداف بين هجرتك وهجرتنا...
نشانا وترعرعنا بعد ان سقطنا من رحم امهاتنا بفعل جاذبية نيوتن الى رحم هذه الارض الطيبةالتى يتعانق الناس فيها بردا وسلاما حينما يتقابلون ويبداون بالسلام
ويفرغون اشواقهم ويعلنون عن حرارة اللقيا بالضرب المبرح بايديهم لحظة العناق
واينما عناق؟ رسمنا فيها باقلام الطفولة شقاوة وحلاوة المرحلة وتمدرسنا وتمرسنا فى دروبها حتى عرفنا معنى للتكليف والتشريف ومشينا فى مناكبها بحثا عن الرزق
الملون بلون الطيف المرئى... (ولمن تعب سالت دموعو على الدرب...خاب الامل كره المسير.. اغنية للراحل المقيم سيد خليفة) عندها لبينا نداء الفوات والترحال
نحمل معنا فى حقائبنا ارشيف من الذكريات وحملت الرياح الجنوبية الغربية المشبعة بالرطوبة الى مجتمعات(باردة) البعض منا والبعض الاخر حملته اختها بالرضاعة الرياح الشمالية الشرقية الجافة الى مجتمعات (جافة) بحثا عن الزمن المناسب وعن امكانية المكاسب... وتسارعت بنا عجلة السنين تارة بانتظام واخرى(بانتقام)واشعلت رؤوسنا من الشيب وكبر مع ذلك رصيدنا الاجتماعى وتوسعت دوائر المعرفة ورويدا رويدا اعلن عن مولد ارشيف جديد بطعم جديد ليس كطعم ارشيف الوطن الام فاسميناه الوطن الاب...وشتان ما بين حنان ودف الامومة وصرامة الابوة.. وخلسة ومن غير ما نحتسب شاخت الام وكبر الاب واصابنا الحرج ونحن نعرف معنى (بر الوالدين)
للغربة تشابك وتعقيد وصعوبة فى فك الطلاسم تختلف باختلاف النفس البشرية ولكنها فى ذات الوقت (اضافة واضاعة) لثمين اشيائنا ومع كل هذه المحاور استطاع الانسان السودانى كما اظن ان يؤسس خلايا سودانية بمعنى الكلمة اينما كان واسمى ذلك المكان الوطن الاب الذى عند كثيرين اختلف مفهوم الوطن المرتبط بجغرافيا المكان(ورحم الزمان وارشيف الذكريات) فاصبح الوطن عندهم ذلكم المكان الذى تتناول فيه اشياءك بهدوء وكرامة وانسانية(ثقافة العلف)
الشاعر احمد مطر يردد:
خراف ربهم علف
يقال بانهم بشر
الشاهد على كل هذه التحورات يرى مردودها النفسى على الانسان من جراء التمزق من الحنين الى الوطن الام مسقط الراس ومن تجليات المكان الانى(الوطن الاب) والحق يقال هذه فاتورة للارتحال كيفما كان...
هنيئا جدا لمصطفى سعيدالاقامة(غير الجبرية) فى مسقط راسه فى قرية بالقرب من منحنى النيل حيث ابتدا وانتهى
انتهى.....
تذييل:
اجيك مسك بدراوى
فى ساعة نفاس بكر
اجيك عكر
اجيك من حتة الوطن
المعتب ضل
ومتريق على فى نعسة
مبلولة ومعطنة بالخلو الذهنى
من كدب الدهم
والكشة المزركشة
بالمرابيط واللحام البشرى
(اشعار عثمان بشرى)
ودمتم.. اوطانا اينما كنتم

عوض خضر 10-09-2010 08:51 AM

اسخليوس هذا تناول رائع لاشكالية الرحيل

واظن ان الأمر ينحصر بين ان يكون وطن اللجوء بكل مافيه وعليه هو المستقر وان يكون غياب الي حين هل يمكن ان يتعلق المرء بالمهجر ويهجر اشواقه لمسقط رأسه

هل يمكن فعلا ان ينتزع احدهم جذوره ويشتل ذاته في ارض اخري ومع ذلك تنبت ذاته اخلاصا وابداعا

هل يمكن فعلا ان يتحول مفهوم الوطن الي المكان الذي يوفر لك سبل العيش مع بعض الحريات التي لا تضطغي علي التفرقه التي تسود كل بلاد المهجر

هل يمكن ان نزيل الشك من عيون من استقبلونا في ديارهم علي مضض

هل يمكن فعلا ان نندمج دون نظره الي الوراء في بلاد المهجر

حزئيا عندما اتحدث عن جيل جاء الي الدنيا في المهجر ولا يعرف وطنا غير المكان الذي وجد نفسه فيه قد تكون الاجابه نعم

ولكني اقصد من هاجر راشدا بعد ان ضاقت المسالك وضل السبيل الي القدره علي التماسك في بلده

هذا الحنين الغامض الذي ينتابنا ونحن نعمل ونحن نمشي في الطرقات ونحن نربت علي رؤوس صغارنا ونحن ننظر الي التلفاز ونحن نتحدث عن ذكرياتنا

ونحن نقلب مخيلتنا قبل النوم بحثا علي صفاء يساعد علي الاسترخاء ونحن نتشبث ببعضنا البعض نحتضن هموم بعضنا البعض

يجعل الاجابه علي السؤال السابق اجابه لا تردد فيها


All times are GMT. The time now is 05:51 AM.

Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com