منتديات قرية فطيس

منتديات قرية فطيس (http://vb.futeis.com/index.php)
-   منتدى الحوار العام (http://vb.futeis.com/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الشيخ الحسين الزهراء (http://vb.futeis.com/showthread.php?t=167)

عبدالمنعم 03-04-2010 08:16 AM

الشيخ الحسين الزهراء
 
الإخوة الأفاضل
تحصلنا على هذه المقتطفات اليسيرة من سيرة وأشعار الشيخ الحسين الزهراء من أسطوانة الموسوعة الشعرية نضعها بين أيديكم ليتم تصحيحها والإضافة إليها كتوثيق لهذا العالم الجليل والتعريف بسيرته العطره.
أرجو أن لا أكون قد تطاولت لأن هناك من أسرته من يحتفظون بتاريخه موثقاً .





الحسين الزهراء
1248 - 1313 هـ / 1833 - 1895 م
الشيخ الحسين الزهراء.
شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.



نماذج من شعره

جهل الدعاة أمات دين محمد *** وأهيله ماتوا وهم أحياء
وتراكمت ظلماتهم بين الورى لما اطمأن لهم ودام ولاء


هم والذى برأ الورى هم لاسوى*** كل النفوس لهم سواى فداء


وفدى النفوس أنا فانى دونهم *** بى والذى برا الورى أدواء
http://i038.radikal.ru/0908/cc/bd79d3002a80.gif
برح الخفا ما الحق فيه خفاء *** وتوالت الآيات والأنباء
فالأمر جد والقلوب مريضة *** والداء داء والدواء دواء
والحادثات مصاعق بمنابر *** بعظاتها تتواضع الأشياء
والحق أظهر أن يرى بشواهد *** لم لا وقد قامت به الأسماء
http://i038.radikal.ru/0908/cc/bd79d3002a80.gif
مهج تقعقع فى شتات جسومها *** فكأنها بنشيدها أعواد
قضب يحركن معبد أوتارها *** يزهى به الانشاء والانشاد
وكأنها يوم الوغى فى كربها*** بخطوبة تخطو بها الآساد
بين الرقاق البيض والسمر القنا*** بحلومها تتراقص العباد
طربا يفوق على الشمول لمامة *** لم لا وكيف وفى العيون سعاد

http://i038.radikal.ru/0908/cc/bd79d3002a80.gif
مجيد القوافى الحاسرات وجوهها*** من الذل يابن العز الى زهرا
نهاية أعقال العقول معاقل *** عن الحق فى كن قصرت قصرا
http://i038.radikal.ru/0908/cc/bd79d3002a80.gif
أهاجك وصل بالأباطح يلمع *** لها فيه ما شاء السراب الملمع
أم البرق في شطر العقيق ولعلع *** فهاجك يا هذا العقيق ولعلع

توجه ومنه السير سر فيه تنتهى اليه فلولاه البسيطة بلقع

عبده مصطفي إبراهيم 03-04-2010 08:28 AM

الأخ عبد المنعم لك التحية وانت تكتب عن الشيخ الحسين الزهراء.....ونتمني ان يكون بداية توثيقية
ولكن كنت أظنه ولد في قرية زهرا قرب ام مليحة......
أذكر ان له كتب كان يحتفظ بها ابنه الله يرحمه.....إطلعت عليها عندما أقمنا معرض (ذمان السنة راحت علي)
نتمني ان تكون في متناول أحد يستطيع ان يمدنا بشئ
كما اذكر ايضا هناك كتاب طبع حديثا عنه......
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,

عوض خضر 03-04-2010 08:38 AM

عبدالمنعم يديك العافيه هاانت مره اخري تفتح نفاج وهذه المره توثيقي هام جدا كما اسلفت انت يمكن ان تكون هناك مخطوطات بحوزة احفاده ا و اي اشياء اخري تساعد في التوثيق لهذا العالم الجليل واتمني ان يتم هذا الامر بسرعه حتي لا يظل مفتوحا مثل الكثير من المواضيع التي فتحت ولم تكتمل بسبب نقص المعلومات

عوض خضر 03-04-2010 08:56 AM

برح الخفا ما الحق فيه خفاء *** وتوالت الآيات والأنباء
فالأمر جد والقلوب مريضة *** والداء داء والدواء دواء

والحادثات مصاعق بمنابر *** بعظاتها تتواضع الأشياء
والحق أظهر أن يرى بشواهد *** لم لا وقد قامت به الأسماء
معروف هذه الابيات عصيه واكثر عمقا من ادراكي ولكن مفتاح الولوج لروعتها كلمة الحق فقد تكررت مرتين في البدايه في شطر اول بيت
وتحدث الشطر عن لا خفاء في الحق والله هذا منتهي السطوع طبعا الواضح انك اخذتها كنموذج ولكنا لنربطها ونستجلي المعني كاملا نحتاج الي مدخلها طبعا يمكن ان يكون مصدرك ليس به المدخل او قد يكون استنتاجي غير سليم وايضا استننجت ان الشيخ يتكلم عن انحراف الدعاة بعد ان اطمئنوا الي تمكين امرهم ولكن ماجعلني حائرا هم والذى برأ الورى هم لاسوى*** كل النفوس لهم سواى فداء فكلمة هم الاولي ضمير غائب يرجع للدعاة وبعدها قسم واضح ولكن غاب عني المعني في هم الثانيه ارجو ان استطاع احد الاخوه استجلاء المعني ان يهب لنجدتي ولك الشكر يامعروق مره اخري

عبدالمنعم 03-04-2010 09:45 AM

Quote:

Originally Posted by المدير العام (Post 504)
الأخ عبد المنعم لك التحية وانت تكتب عن الشيخ الحسين الزهراء.....ونتمني ان يكون بداية توثيقية
ولكن كنت أظنه ولد في قرية زهرا قرب ام مليحة......
أذكر ان له كتب كان يحتفظ بها ابنه الله يرحمه.....إطلعت عليها عندما أقمنا معرض (ذمان السنة راحت علي)
نتمني ان تكون في متناول أحد يستطيع ان يمدنا بشئ
كما اذكر ايضا هناك كتاب طبع حديثا عنه......
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,

الأخ عبده
معلومة الموسوعة أكيد مغلوطة أو منقولة من مصدر غير وثيق .وهذا واضخ في (وادي شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم)هذه معلومات شخص لايعرف المنطقة
فقط أحببت فتح الموضوع ليتم التصحيح وتعم الفائدة وأنا أعلم بأن هناك معلومات وفيرة في هذا الصدد كنت قد سمت بعضها من الأخ ياسر الشيخ محمد الحسن.

عبدالمنعم 03-04-2010 10:05 AM

الأخ عوض خضر
والله هذه الأبيات تحتاج لأستاذ سعود الله يطراه بالخيرهل تذكره؟
لغتها عالية .. غير أني أرى أن الأبيات لا يمكن ربطها ببعض لأنها عباره عن نماذج من عدة قصائد رغم تشابه القافية والوزن
أما إشارتك لتطرقة وتكراره لكلمة الحق وما إلتقطه من معاني فهي إستنتاج واقعي نسبة للإختلاف الفكري الذي حدث بين الشيخ وعلماء تلك الفترة هذا الخلاف الذي كان سبباً في دخوله السجن.

عوض خضر 03-06-2010 03:40 AM

معروف واصل لوعندك شئ تخريمه الاستاذ سعود ماممكن يتنسي يا000 معروف

عوض خضر 03-10-2010 04:43 AM

امير لا اظن الموضوع هنا للبحث عن من هو مؤسس فطيس ولكن محاوله توثيقيه لعالم جليل مذكور في التاريخ السوداني لماما وشاعر واضح من الابيات اعلاه لا يشق له غبار فهو احق بأن نتباحث حوله رغم عدم معرفتنا اليقينه بارثه الثقافي ولكنا ننتظرمن يكون اقدر علي ذلك ويمتلك ادوات علميه رصينه تجعل الغوص في هذا الارث المكتنز سهله - لك التجله

عبدالمنعم 03-10-2010 06:02 AM

Quote:

Originally Posted by عوض خضر (Post 759)
امير لا اظن الموضوع هنا للبحث عن من هو مؤسس فطيس ولكن محاوله توثيقيه لعالم جليل مذكور في التاريخ السوداني لماما وشاعر واضح من الابيات اعلاه لا يشق له غبار فهو احق بأن نتباحث حوله رغم عدم معرفتنا اليقينه بارثه الثقافي ولكنا ننتظرمن يكون اقدر علي ذلك ويمتلك ادوات علميه رصينه تجعل الغوص في هذا الارث المكتنز سهله - لك التجله

بارك الله فيك عوض خضر أوفيت، فقط نريد التوثيق لهذا العالم الجليل .. الأخ أمير يمكنه المواصلة في مشروعه في بوست آخر فهو أيضاً موضوع مهم وربما أنه يمتلك معلومات قد تفيد في قراءة تاريح فطيس

خالد احمد محمد الحسن 03-10-2010 07:03 PM

الحسين الزهراء:


تقول كتب التاريخ عن الحسين الزهراء أنه عالم أزهري متفقه في الدين ملك ناصية البيان شعراً ونثراً وكان واحداً من مجددي الشعر في عصره ، يقول عبد المجيد عابدين عن شعره "وشعر الشيخ حسين بوجه عام ، أقل عناية بالمحسنات البديعية اللغوية".( ) أما عن بلوغ باعه في النثر فليس أدل من استعمال المهدي الزهراء كأحد كتابه الرسميين ، ومن اشهر الرسائل الرسمية التي كتبها الزهراء رسالة المهدي إلى أحد الزعماء الذين لم يؤمنوا بدعوة المهدي وهو صالح المك الشايقي. ( ) وقد علق عابدين علي نثر الزهراء وأشار إلى ما يميز هذا النثر من اقتباس وسجع وجناس ، وأسلوب الزهراء في تقدير عابدين هو "الأسلوب البديعي الديني (الذي) لقي رواجاً في عهد المهدية علي يد المهدي نفسه".( )
مهما يكن من أمر فقد أنخرط الزهراء في ركاب الدولة بعد حملة هكس التي هزمها المهدي في واقعة شيكان نوفمبر 1883 ،( ) وأعلن إيمانه بالمهدية لكنه أتهم الدولة الجديدة باحتقار العلم والعلماء وموالاة الجهلة ( )، ويقال أنه نصح المهدي بوجوب إسناد الوظائف إلى العلماء. ( ) ومع هذا وبسبب إيمانه بالمهدية عمل مع المهدي وناصره وبعد وفاة المهدي عمل قاضياً للإسلام وهو أعلي منصب قضائي في عهد الخليفة وقد حرص الزهراء أن يحكم بما يرضي ضميره "وكان ذا رأي مستقل في تطبيق الشريعة وكان لا يعمل بالمنشورات إذا تعارضت نوعاً ما كما أمر المهدي بذلك".( ) وكما هو واضح فإن الزهراء حرص علي نزاهة الحكم وعدالته ورفض أن يكون أداة في يد الخليفة ، تقول الروايات أن الزهراء "قضى بعدة مسائل علي خلاف ما أراد الخليفة".( ) ولا شك أن سلوكاً مثل سلوك الزهراء في ذلك الزمان البعيد وفي ظل دولة ثيوغراطية لم يكن بالسلوك المقبول علي ما ينطوي عليه من تمرد ، وكان بديهياً أن يلقي الزهراء جزاءه ثمناً لشجاعته وحرصه علي العدالة كما أقرها الدين والشرع ، فقد حبس في غرفة ضيقة بسجن الساير "ومنع من الطعام والماء إلى أن مات قهراً 1895".( ) ليس هذا فحسب بل أن الخليفة حرص علي تصفية فكر الزهراء وشبهه بالشجرة التي "وسط الزرع فإنها تأوي الطير الذي يفسد الزرع ، فما يستريح الزراع حتى يقطعها من أصلها".( )
ومن آسف أن شخصية الزهراء لا تجد الاهتمام اللائق بها ، فأغلب كتب التاريخ لا تتحدث عنه إلا بطرف خفي ، هذا إذا لم يتم تجاهل الشخصية تماماً ، حتى في الكتابات المعاصرة نلمس ذات التجاهل لشخصية الزهراء ، ففي كتابه الذي أرخ فيه لأكثر من ستين عالماً لا يشير صديق البادي للحسين الزهراء علي الرغم من تركيز الكاتب علي منطقة الجزيرة التي ينتمي إليها الزهراء. ( ) أما الشاعر والمفكر محمد المكي إبراهيم فهو لا يشير بوضوح للزهراء وموقفه الشجاع ، بل يتجاهل الأمر برمته ويشير له عرضاً ، نجد ذلك في معرض حديث محمد المكي عن مساوئ حكم الخليفة عبد الله الذي "علي يديه تم اضطهاد المثقفين والعلماء السودانيين والتنكيل بهم".( )
لم يكن غريباً أن يكون الشاعر والمفكر صلاح أحمد إبراهيم واحداً من القلائل الذين يتوقفون أمام سيرة الزهراء والإعجاب بها ، ففي معرض حديثه عن تكوين شخصية المثقف السوداني نجده يشيد بالتاريخ الناصع للشاعر والثائر الحسين الزهراء ، ويحاول صلاح قراءة العلاقة المتوترة بين الخليفة عبد الله وبين المفكرين مثل الزهراء ، فيقول: "لم يكن الخليفة عبد الله بحاجة للقلم فعنده ذهب المعز (...) ثم كان هناك الساير (السجن) حيث يسجن العالم والشاعر والكاتب الثائر الذي كان يحض الناس علي العصيان والثورة باسم مستعار يعرفه الفطن (بأخي الحسن

elamirhamdan 03-10-2010 10:04 PM

Quote:

Originally Posted by عوض خضر (Post 759)
امير لا اظن الموضوع هنا للبحث عن من هو مؤسس فطيس ولكن محاوله توثيقيه لعالم جليل مذكور في التاريخ السوداني لماما وشاعر واضح من الابيات اعلاه لا يشق له غبار فهو احق بأن نتباحث حوله رغم عدم معرفتنا اليقينه بارثه الثقافي ولكنا ننتظرمن يكون اقدر علي ذلك ويمتلك ادوات علميه رصينه تجعل الغوص في هذا الارث المكتنز سهله - لك التجله

العزيز عوض
لك التحية علي الاهتمام البالغ
نحن امة لاتهتم كثيرا بتاريخها وارثها وتفاصيله
مما جعلنا امة بتاريخ مزور ومشوهه واظنك تعرف جيدا ما كنت تدرسه بالمدرسه من تاريخ امتك
متي نهتم فعلا بتاريخنا الحقيقي
ذلك لا يقلل باي حال من الاحوال من مكانة الرجل وارثه وعلمه ومكانته
لكن قد يكون البحث العميق اكبر اثبات لفضله
ولك ودي

عوض خضر 03-11-2010 03:58 AM

ودحمدان اشكر لك هذا التفهم والاريحيه وخليك معانا ننبش بادواتنا البسيطه وهاهي اول نذر استجلاء الامر تظهر الشكر اجزله لاخونا خالد

خالد احمد محمد الحسن 03-12-2010 04:24 AM

7. موقف الخليفه عبد الله من العلماء ورجال الدين

لم يسلم العلماء من تعقب الخليفه عبد الله حتى الذين ساندوا الدعوة المهدية في بداياتها . حقيقة لا يشك أحد في إعتقاد الخليفه عبد الله وإخلاصه للمهدية ، إلاّ أن الدعوة المهدية قد استجاب لها رجال بلغوا شأن عظيماً من العلم والتفقه في العلوم الدينية والدنيوية . ان كراهية الخليفه عبد الله للعلماء لم تكن وليدة توليته السلطة ، بل كانت منذ البداية ، وعندما قدم الشيخ الحسين ود الزهراء إلى المهدي من الأبيض بعد الانتصار على حملة هكس قدم للمهدي قصيدة همزية طويلة امتدحه فيها ، عندما اطلع الخليفه عبد الله علىالقصيدة بواسطة كاتبه فوزي بن محمود بادي الذي أوضح له أن القصيدة فيها كثيراً من المغامز ـ التورية ـ التي يقصد بها الخليفه عبد الله منها قوله :

علـــماء أمة أحمد ناشدتـكم ردوا جوابي أنكم علـــماء

ارضى وترضون الضلالة بعيدما ظهر المهدي وانجاب منه قذاء

ويخيب ظني فيكم وعشــيرتي انتم وتقمع جمعــنا الغربـاء

وتكون دون الدون من بين الوراء كلتا يدي احساننا خرقـــاء

جهل الولاة امـــات دين محمد واهليه ماتــــوا وهم احياء

شرح فوزي القصيدة للخليفه واخبره بان الناظم يقصد بقوله جهل الولاة امات دين محمد شخصك ، وينصح المهدي في قصيدته بان يولي المناصب العليا العلماء لعلمهم وامانتهم فقبض الخليفه على الحسين ود الزهراء وسجنه وقال له عندما اراد ان يطلق سراحه :

(... سبب سلامتك ان تنسى كل ما تعلمته من العلوم ، وتسير وكأنك لا تعلم كلمة واحدة ...)

عبده مصطفي إبراهيم 03-13-2010 12:48 PM

عن صحيفة الأيام العدد 1970
فقد حدث وأن اغتصب بعض الأنصار أموالاً لجماعة في دنقلا فرفعوا دعوى أمام قاضي دنقلا (يونس ود الدكيم) ثم استأنفوا حكمه فحولت القضية لأم درمان للنظر بواسطة محكمة الإسلام برئاسة القاضي الشيخ الحسين أبو زهرا فأصدر الخليفة أوامره للقضاة بألا يعاد النظر في القضايا التي فصل فيها يونس ودكيم وأمراؤه ولكن الحسين كان قاضياً عادلاً وشجاعاً فقال : (المال يأكله الآخرون ونحن نتحمل المسؤولية على أكتافنا ونقابل بها الله سبحانه وتعالى !! أنا رجل أسير حسب كتاب الله والسنة دون التحول عن الحق أو خشية لومة لائم حيال شريعة الله) . فغضب الخليفة ودفع الحسين حياته مهراً للعدالة فكان أول شهيد في سبيل استقلال القضاء .

عوض خضر 03-13-2010 05:54 PM

هل من مستنير هل من مهتدي بهذا الحديث السمو في ايام تزوير انتخابات النقابات ورفض المحاكم للحق والابتعاد قدر الامكان عن المظلوم والاقتراب من الظالم اللهم وتجاهل المظالم والنظر للمناصب والاملاك الا رحم الله ذلك الشيخ الجليل وفي هذا البوست لايسعنا الا ان نقول هل من مزيد

عمر 03-14-2010 08:22 AM

الشيخ الحسين الزهراء
احد علماء السودان وقد كتب عنه المؤرخ المعورف البروفسور محمد ابراهيم سليم كتاب باسم الشيخ الحسين الزهراء
وكتب مقدمة هذا الكتاب البروفسور الطيب عبد الله، والكتاب الآن موجود في المكتبات السودانية ومكتبة دار النشر في جامعة الخرطوم
ويعتبر الكتاب أحد المراجع المهمة في تاريخ السودان.
فالشيخ الحسين الزهراء شخصية سودانية قل ان تتكرر.

عوض خضر 03-14-2010 08:41 AM

شكرا اخ عمر جاري البحث عن الكتاب الله يجزاك الخير

ودالشايب 03-15-2010 03:32 AM

[size="5"]هذا المقال من جريدة الايام للاستاذ عبدالقادرمحمداحمد المحامي وفيه يثرد الكاتب ماثر ونزاهة الشيخ الحسين الزهراء قاضي المهديه
[/



العدد رقم: الاربعاء 9170 2008-07-29

الاحتفال بالعيد الذهبي لاستقلال القضاء بالسودان ما له وما عليه (3)
نبدأ مقالنا الثالث بالتعليق على ورقة مولانا دفع الله الحاج يوسف الذي تولى رئاسة القضاء خلال فترة عصيبة تزامنت مع صدور قوانين سبتمبر التي أثار تطبيقها الفجائي ربكة وسط كافة العاملين في حقل العدالة آنذاك . وإذا كان القضاة قد برعوا في استيعابها وتطبيقها خلال فترة وجيزة فالفضل يعود لمولانا دفع الله الذي عكف ومن خلال المنشورات القضائية على شرح وتوضيح المسائل الفقهية واللغوية والفنية المتعلقة بحسن تطبيق تلك القوانين وترسيخ مفهوم الشريعة في التيسير على الناس وعدم أخذهم بالشبهات . وكان كل ذلك يسير ضد رغبة النميري ورجاله الذين فشلوا في إقناع رئيس القضاء بأن تطبيق الشريعة يعني أن تسيل دماء القطع والصلب في الشوارع . كما رفض وبشدة تدخلهم في شؤون القضاء وتمسك باستقلاله فاضطر النميري إلى إنشاء محاكم الطوارئ سيئة الذكر كقضاء مواز يتبع للقصر مباشرة .
من هنا ومهما كانت الأهداف التي تقف وراء الاحتفال بالعيد الذهبي للقضاء فإن إقامة ندوة تحت عنوان استقلال القضاء ويكون أول المتحدثين فيها مولانا دفع الله جعلتني اعتقد بأن هذه الندوة سيكون لها ما بعدها وفيها ستضاء شمعة في ليل هذا الوطن الظامئ لضوء الحقيقة . ولعل أن المتشبثين بالسلطة وهو يسترق السمع يرى ضوء الشمعة فيتجه نحوها وتكون بداية الخلاص ، لا للسلطة القضائية فحسب ، وإنما لكل هذا الوطن الذي طال ليله .
إذا كان الخيال قد شطح بعيداً ، فأن أحلام يقظة مشروعة وإذا كانت النار من مستصغر الشرر فلم لا يكون خلاص السودان من مستصغر كلمة تخرج من دار القضاة من فم فيه ماء فقد وصلت بلادنا لحال يجب أن يكون ماء الفم دافعاً للكلام لا مانعاً عنه .
لكن هيهات فأحلامنا الجميلة دائماً قصيرة فقد حدثنا مولانا دفع الله حديثاً مطولاً عن (المثال النظري) وعندما أتى (للواقع المعاش) اكتفي بإعلان التفاؤل بأن ما جاء في خطاب الرئيس في حفل الافتتاح من شأنه التقريب بين الواقع والمثال !! ولم يشأ الحديث عن الواقع الكائن والواقع الذي كان كي تتجسد الصورة وتتضح المسافة . ولم يشأ أن يحدثنا عن مؤشرات التفاؤل في خطاب الرئيس رغم قناعتنا التامة بأن لا جديد فيه يدعو للتفاؤل فالجميع يعلم ان اقوال السلطة دائما عكس افعالها . وحتى لو قلنا أن التفاؤل يجيء من باب ضرورة طي صفحات الماضي وإحسان الظن ، إلا أن صفحات الماضي متجددة وإحسان الظن له مقومات .
لقد أساءت السلطة للقضاء وحطت من قدره بفصل القضاة لدوافع سياسية واتهامهم ظلماً بالفساد ، كما أساءت للقضاء عندما عطلت بالمحاكم الاستثنائية وبإنشاء قضاء موازٍ من داخل السلطة القضائية تحت شعار ما عرف بالمحاكم الخاصة التي يختار لها قضاة بعينهم يتمتعون بامتيازات غير متاحة لبقية زملائهم . كما أساءت الإنقاذ للقضاء بتعيين بعض القضاة بدوافع غير سليمة وجرهم لمعسكرات الدفاع الشعبي ليؤدوا قسم الولاء للحزب الحاكم . كما أساءت الإنقاذ للقضاء بتجاهل تنفيذ أحكامه !!
صحيح ان حفل الافتتاح اعلن فيه عن الثقة في القضاء والحرص على استقلاله ولكن الثقة والحرص اسبابهما معلومة فالقضائية محروسة من الداخل بكوادر حزب المؤتمر الوطني الذين لا يغادرونها حتى لاستراحة محارب !!
من أين يأتي التفاؤل والحكومة نفسها توافق على فصل المحكمة الدستورية عن القضاء القومي بسبب أن ذلك القضاء قد لحق به (تسييس كبير) على حد تعبير الدكتور منصور خالد . !!
لقد بشرتنا اتفاقية السلام بقضاء مستقل وبعيداً عن التسييس ، إذا بالأمور كلها تسير في اتجاه تكريس الواقع المرير ليظل القضاء كما أرادت له الإنقاذ ، وليظل يدار بواسطة وعضوية حزب المؤتمر الوطني بل ولينضم إليهم أعضاء آخرون مهما كانت مبررات وجودهم في المفوضية القضائية ، فإن وجه النشاز والغرابة يرجع لكونهم أعضاء في المؤتمر الوطني ليصبح المؤتمر الوطني صاحب الحق ، قانوناً وجهاراً نهاراً ، في إدارة القضاء بما في ذلك تعيين القضاة وعزلهم وترقياتهم ونقلهم . وبعد كل ذلك يحدثنا مولانا دفع الله عن التفاؤل وإن ما جاء في خطاب الرئيس من شأنه التقريب بين الواقع والمثال !!
ثم أن المثال ليس في مجرد النصوص الدستورية التي تقنن لاستقلال القضاء فالممارسة العملية كشفت أن وجود تلك النصوص لم يضمن للقضاء استقلاله وغيابها لم يمنع عنه استقلاله . ويبقى المثال الحقيقي في استلهام الدروس والعبر والوقوف على سيرة السلف الصالح من القضاة وجهادهم في سبيل استقلال القضاء وتطبيق سيادة حكم القانون .
ونجد في تاريخنا الإسلامي نماذج مشرقة تجعلنا نتوارى خجلاً مما نحن عليه اليوم . يأتي على قمة تلك النماذج مولانا القاضي الفاروق رضي الله عنه الذي شكا إليه أحد الذميين بأن ابن حاكم مصر عمرو بن العاص قد اعتدى عليه بالضرب فماذا كان حكمه ؟ قال للذمي : (خذ فأضرب ابن الأكرمين) وكانت كلمته الشهيرة التي نقلها للعالمين ولعمرو بن العاص وابنه : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) ثم صاغ كتابه لقضاته والذي حوى أهم آداب القضاء من استقلال ونزاهة ورزانة وعدل وروية فانتقلت مبادؤه في العدل والقضاء للعالم عبر البحار ليصوغها بعد ذلك مونتسكيو أساساً لاول محاولة لإقامة العدل على ارض أوروبا .
ولهذا كان طبيعياً أن يكون تلاميذ مولانا الفاروق من أمثال القضاة شريح والماوردي وأبو يوسف الذي كان يتعمد إظهار هيبة القضاء أمام خليفة المسلمين الرشيد فكان يذهب لدار الخلافة راكباً بغلته فيرفع له ستار لخلافه وهو راكب فيقوم الخليفة لتحيته تقديراً لمكانة القضاء . ثم لا يحول هذا التكريم بينه وبين أن يجادل الخليفة ويعلن وبكل شجاعة رفضه لشهادته بحجة أن الخليفة يتكبر على الناس ولا يحضر صلاة الجمعة مع المسلمين بما يتنافى والعدالة التي هي شرط لقبول الشهادة !!
أما القاضي شريح فقد رفض شهادة الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وحكم بالدرع لصالح رجل يهودي لأنه لم يكن للإمام علي بن أبي طالب شهوداً على درعه غير ابنيه فما كان من اليهودي إلا أن أعاد الدرع للإمام علي ونطق بالشهادتين تأثراً بعدل شريح واحترام الإمام علي لاستقلال القضاء . فسر علي بذلك ودفع إليه بالدرع تبرعاً وذهب مع علي يجاهد حتى استشهد .
وروى عن القاضي سوار بن عبد الله أن الخليفة المنصور كتب إليه بخصوص نزاع حول قطعة أرض بين فلان القائد وفلان التاجر وطلب منه أن يحكم لصالح القائد فكتب إليه القاضي أن البينة قامت لصالح التاجر . فكتب إليه المنصور : والله لتدفعها إلى القائد فرد عليه القاضي : والله الذي لا إله إلا هو لا أخرجها إلا بالحق . لكن الخليفة المنصور لم يصدر قراراً بإحاله قاضيه للصالح العام ، كما يفعل خلفاءنا اليوم بل شعور بالراحة والزهو وقال : ملأتها عدلاً وصار قضاتي تردني للحق .
إن القياس على أولئك الرجال يجعل حديثنا مجرد تنظير ولهذا نكتفي باستنشاق عبير سيرتهم العطرة وننتقل لتاريخنا السوداني ونسأل أين نحن من قضاة مملكة الفونج الشيخ عبد الله القرشي والشيخ عبد الرحمن النويري والفقيه بقدوش وقاضي العدالة دشين الذي كان يصر على تطبيق حكم الشريعة على الجميع مهما علت مكانتهم حكاماً كانوا أو رجال دين وقد لاقى في ذلك عنتاً شديداً ما زاده إلا يقيناً فسمي بقاضي العدالة وقد قال فيه الشيخ فرح ود تكتوك :
أين دشين قاضي العدالة ؟ ** الما بميل بالضلالة
نسله نعم السلالة ** الأوقدوا نار الرسالة
أين نحن اليوم من قاضي المهدية الشيخ الحسين الزهراء ؟ فقد حدث وأن اغتصب بعض الأنصار أموالاً لجماعة في دنقلا فرفعوا دعوى أمام قاضي دنقلا (يونس ود الدكيم) ثم استأنفوا حكمه فحولت القضية لأم درمان للنظر بواسطة محكمة الإسلام برئاسة القاضي الشيخ الحسين أبو زهرا فأصدر الخليفة أوامره للقضاة بألا يعاد النظر في القضايا التي فصل فيها يونس ودكيم وأمراؤه ولكن الحسين كان قاضياً عادلاً وشجاعاً فقال : (المال يأكله الآخرون ونحن نتحمل المسؤولية على أكتافنا ونقابل بها الله سبحانه وتعالى !! أنا رجل أسير حسب كتاب الله والسنة دون التحول عن الحق أو خشية لومة لائم حيال شريعة الله) . فغضب الخليفة ودفع الحسين حياته مهراً للعدالة فكان أول شهيد في سبيل استقلال القضاء .
والأهم من ذلك كله أين نحن اليوم من قضاء الحكم الاستعماري الذي نحتفل باستقلالنا عنه ؟ إن تاريخنا القضائي الذي نفتخر ونفاخر به ونحتفل بعيده الذهبي هو الابن الشرعي للقضاء الذي كان قائماً خلال الحكم الاستعماري الثنائي وتولاه في المجال المدني قضاة من بريطانيا ومستعمراتها وفي المجال الشرعي تولاه قضاة علماء من مصر .
ومن الضروري ان نذكر هنا ان القضاة الانجليز وزملاءهم من المستعمرات الاخرى لم يغادروا البلاد مع قوات الاستعمار وموظفي الخدمة المدنية الاجانب فالسودنة كانت قاصرة على الخدمة المدنية من ناحية ومن ناحية اخرى ابدى القضاة السودانيون رغبتهم في الاستبقاء عليهم للاستفادة من خبراتهم ولعدم ارتباطهم بالاستعمار ومن بعد غادر كل منهم بمفرده وحسب ظروفه . فمثلا المستر مافروغورداتو الذي كان يعمل بمصلحة القضاء كمحامي عمومي منذ 1946م ظل مسئولا عن صياغة القوانين بوزارة العدل خلال الفترة من 1958م حتى 1961م.
لقد كان القضاة خلال فترة الحكم الاستعماري الثناي يعملون وفقا للقانون دون ترهيب او ترغيب فكان أهم ما أرساه ذلك القضاة هو اطمئنان الناس إلى عدالته ولعل فينا من تسامع القول الذي كان يردده مفتش المركز الإنجليزي في دنقلا : (إذا العمدة ظلمك استأنف لرئيس الفرع وإذا ظلمك استأنف لشيخ الزبير وإذا الزبير ظلمك الله ظلمك) بمعنى أنه لن يتدخل في قضاء الزبير حمد الملك وسار هذا القول مثلاً يردده الناس في كل أنحاء السودان .
نعم أن المونتسيكية الدستورية ليست غاية في ذاتها وبالتالي ليست هي المثال الذي يجب أن نقيس عليه واقعنا اليوم ، فالمثال رجال تبوأوا كرسي القضاء في السودان في غياب المونتسيكيه وفي وجودها ، وصنعوا مواقف حفظوا بها مكانة وكرامة وهيبة واستقلال القضاء فحققوا العدالة وسنواصل بإذن الله العودة الي سيرتهم العطرة لنرى أين كانوا وأين أصبحنا .
* الكاتب قاضي سابق ويعمل بالمحاماة حالياً

























::: جميع الحقوق © 2008 محفوظة لصحيفة الايام اليومية :::

عمر 03-15-2010 07:43 AM

[align=justify]اقدر اهتمامكم بعلماء السودان وبعالم هو منكم من قريتكم فطيس.
ومن كتاباتكم استنتجت أن المعلومات التي لديكم عن هذا العالم لا ترقى لمكان هذا العالم عند المثقفين والمتابعين لحياة وسيرة علماء السودان. ولمن اراد المزيد عن هذا العالم الجليل عليه زيارة مكتبة دار الوثائق المركزية. أو المكتبة الرئيسية في جامعة الخرطوم (Main library).
ولكي نتعرف على هذا العالم الجليل أقدم لكم عرض مختصر عن هذا الكتاب الكتاب الذي تزيد صفحاته عن 400 صفحة، علماً بأن هذا الكتاب كتب مقدمته البروفيسور عبد الله الطيب رحمه الله. والكتاب جاء تحت عنوان:
عالم المهدية
الحسين إبراهيم زهرا وأعماله

دراسة وتحقيق بروفيسور محمد إبراهيم أبوسليم

جامعة الخرطوم
صدر هذا الكتاب عام 1999 عن المؤسسة العامة للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان وهو كما يبين المحقق فى المقدمة يتناول سيرة الحسين إبراهيم زهرا.
ودوره فى تاريخ المهدية
ومكانته بين العلماء وامتيازه بينهم بأدبياته ذات المستوى الرفيع
كما انه اسهم بقلمه معلماً وقاضياً وكاتباً وشاعراً وكصاحب حلقة درس فى مسجد الخليفة
وظل مخلصاً لآرائه، ينشد العدالة فى قضائه، وسخر خبرته الأدبية فى عرض مواقفة
كما آمن بالمهدية بعد تردد ودافع عنها
وافرغ آراءه فى كتابه (الآيات البينات) الذى يعتبر مرجعاً أساسياً فى جذور المهدية وحقيقة مهدية مهدى السودان، وصحة دعوته
كما وضع معياراً واضحاً فى أدبيات الجدل مع الخصوم، مستهدياً فى ذلك بثقافته العربية الإسلامية، واطلاعه على التراث الصوفى وخاصه ابن عربى والشعرانى.

وفى الكتاب عرض لمسيرة حياته، وروافد ثقافته، وادبياته، وقد قسمه المحقق الى قسمين: قسم الدراسة، واخر لادبياته، اعتمد فيه على المصادر والمراجع المدونة والمروية، وما كتب عنه من قبل، ثم أدبيات الزهرا نفسه، واستنبط منها كثيراً من القضايا التى تناولها الكتاب، وانتهى من ذلك الى انه خلف أغنى ذخيرة عن المهدية، واعتبر قصائده خير مصدر لبيان تحوله من مدافع ومؤمن الى معارض يائس، معرض للبطش والسجن.

وفى الكتاب مواقف وحقائق غائبة عن الكثير من العامة بل الدارسين وقد توصل المحقق من قراءته المتمعنة، وفحصه الدقيق للمحررات ومستعيناً بخبرته المنفردة فى علم الوثائق، ودراساته المتنوعة الى ضرورة اعادة النظر فى مواقف واحداث شاعت، كحقائق ثابتة دون دراسات متأنية من ذلك للمثال، مسألة تعيين القضاة، واشعاره عن جهل الولاة وضرورة تعيين العلماء فى الوظائف الرسمية ثم دراسة العوام وشرح الراتب أما عن وقف الحسين من المهدي فان المحقق خلص بعد عرض تحليلي لكل الشواهد الى آراء وملاحظات نراها جديرة بالتنويه.

فهو يصوب ما شاع عن بعض أوصاف المهدي وهنا يذهب المحقق الى أن زهرا عانى كثيراً ليعبر بحر متلاطم الأمواج لكثرة ما تداوله الناس عن المهدي المنتظر، ولتعارض المقولات واستحالة جمعها في شخص واحد ما دفعه الى الإستعانة بالمنطق ومقدرته في الجدل ليؤل الأمور ويطبعها.

ويكشف المحقق الرغطاء عن مكمن الخلاف بين العلماء وقد أفاض الحسين زهرا وبين وجه القياس القائم على الشواهد عند العلماء وبين القياس الباطني عن المهدي الذي زعم أنه يتلقى من الرسول مباشرة هو قياس دونه قياس دونه مقاييس العلماء الذين يستحيل وصولهم الى حقيقة المهدي لأنها فوق ادراكهم.

والكتاب حافل بكثير من القضايا والمواقف الإختلاف والإتفاق ومنها نلمس جوانب من شخصية زهرا وثقافته ومواقفه وبين ما يؤمن وبين ادارة الخليفة بين أقرانه من العلماء وهم بين حاقد واشي ومكايد نظر الى موقفه في القضاء الذي ما كان مدركاً لخطورة تحمل مسئوليته وما لاقاه من كانوا قبله أمثال أحمد جبارة وأحمد علي.

ولم يكن ممكناً للحسين أن يؤسس نظاماً قضائياً بكل ضوابطه لا تطوير ما كان موضوعاً ومتميزاً ثم في عهد سلفه الذي كان صاحب تجربة فريدة.

هنا نرى المحقق كالجراح يمسك بالمبضع ويصل الى مكان الداء والى موقف الزهرا الذي لم ينقذه علمه ولا تمسكه بالعدالة بل جر عليه ذلك مشاكل عانى منها واعتبروه عارضاً ومصادماً وقد افضى ذلك الى نهايته وعجزه أمام خصومه في القضاء الذين وقفوا ضده وضد أحكامه لتجاوزه ـ حسب مفهومهم ـ أسس القضاء الذي عليه النظام.

الحق أن الحسين جر على نفسه ما لاقاه من سجن وتعذيب وجوع بسبب تمسكه بثوابت الشرع في القضاء دون نظر الى ثوابت الإدارة المهدية وسلطة الخليفة ويصور المحقق مشهد نهايته المأساوية بقوله بعض على الحسين وأودع في نفس الحجرة التي سبقه اليها القاضي أحمد علي والزاكي طمبل وأُوصد عليه الباب حتى مات جوعاً وعطشاً.

وهنا سؤال يفرض نفسه وهو لماذا لاقى عالم مثل الحسين سخر قلمه وعلمه لخدمة النظام وواجه الخصوم مثل هذا المصير المظلم ؟ هل كان وراء ذلك نفسية الحاكم وترصده لآراء صدرت منه لم ترق له إما لجهله وتعارضه مع ما يراه؟ وهل لأنه طالب بولية الأمور لذوي الكفاءة بدل الجهال فتآزر هؤلاء مع الحاكم ظناً منهم أنهم المعنيون بالجهال؟ أم لكيد الوشاة والحساد وضعاف النفوس من العلماء طلاب السلطة وأبواقها.

لا نملك إجابة شافية فالقضية شائكة والروايات متضاربة ولكن المحقق بحسه الوثائقي والنقدي ورصده العلمي أدلى بدلوه ودعم عرضاَ..... ولمس جوهر الحقيقة وانتهى الى ما رآه سبباً مباشراً لما آل للزهرا، ونفى كثيراً مما قيل عن غضب الخليفة عليه بسبب قصيدته ( جهل الولاء ) ورميه بالجهل. وعرض تقرير المخابرات المصرية وهي وثيقة رسمية وانتهى الى أن السبب كان لتمسك الزهرا بالنصوص الشرعية ومعارضة أحكام الخليفة ويقول ( أن خلافاً وقع بين الخليفة وفقهائه وبين الحسين في أمورا وأن الحادث المباشر لسجنه وموته كانت قضية دنلا وتحير القارئ الى التفاصيل في صفحات 108 ـ 123 .وهناك قضايا كثيرة كانت مثار خلاف بين الخليفة وفقهائه من جهة وبين الحسين من جهة أخرى منها مسألة الرضاع والزواج وعلم المهدي وموقفه من الخليفة.

ويعرض الملف بعد ذلك رسائله في الدعوة ونستنبط منها كثيراً من آرائه ومواقفه، ثم يتوقف عند اعماله ويبدؤها برسالة الآيات البينات. وقد كتبها الحسين رداً على علماء الخرطوم وفيه فند آرائهم ومؤيداً مهدية مهدي السودان وقد جاء في 56 صفحة دون أبواب وفصول مع شروحات في الهامش وبين ثنايا السطور وفيها يحصر قضية المهدية في تسع قضايا أو آيات قارن لها بين أوصاف محمد وصفاته وظروف ظهوره وبما جاء في التراث الإسلامي عن المهدي المنتظر.

وفي السفر قضايا كثيرة عن العلم والمجتمع والعمل والكسب الدنيوي وإهتمام المهدي بذلك وبيان لما أُشيع عن رفض المهدي لحياة الدنيا وايثار الآخرة، وهنا يأتي الحسين ليؤكد ان المهدي لم يلغ العمل للدنيا كلياً وانما ركز على العمل للآخرة ولبناء المجتمع الدنيا لزاهد لأن الناس لم تفهم دنياهم وانكفات عليهم الا إلتفات الى آخرتهم. في الكتاب جوانب كثيرة منها اشعاره ومحرراته وبقية مصنفاته عن شرح الراتب والتعقيب على رسالة العوام لم نتناولها هنا لضيق المساحة[/align].

ودالشايب 03-15-2010 07:47 AM

اتمني يا استاذ عمر ان تعرض محتويات الكتاب اذا موجود بطرفكم لانه لايوجد شئ علي الشبكه العنكبوتيه توثق للعالم الجليل القامه

عمر 03-15-2010 07:57 AM

اقدر اهتمامكم بعلماء السودان وبعالم هو منكم من قريتكم فطيس.
ومن كتاباتكم استنتجت أن المعلومات التي لديكم عن هذا العالم لا ترقى لمكان هذا العالم عند المثقفين والمتابعين لحياة وسيرة علماء السودان. ولمن اراد المزيد عن هذا العالم الجليل عليه زيارة مكتبة دار الوثائق المركزية. أو المكتبة الرئيسية في جامعة الخرطوم (Main library).
ولكي نتعرف على هذا العالم اعرض لكم الكتاب الذي تزيد صفحاته عن 400 صفحة، علماً بأن هذا الكتاب كتب مقدمته البروفيسور عبد الله الطيب رحمه الله.
عالم المهدية
الحسين إبراهيم زهرا وأعماله

دراسة وتحقيق بروفيسور محمد إبراهيم أبوسليم

جامعة الخرطوم


صدر هذا الكتاب عام 1999 عن المؤسسة العامة للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان وهو كما يبين المحقق فى المقدمة يتناول سيرة الحسين إبراهيم زهرا.
ودوره فى تاريخ المهدية
ومكانته بين العلماء وامتيازه بينهم بأدبياته ذات المستوى الرفيع
كما انه اسهم بقلمه معلماً وقاضياً وكاتباً وشاعراً وكصاحب حلقة درس فى مسجد الخليفة
وظل مخلصاً لآرائه، ينشد العدالة فى قضائه، وسخر خبرته الأدبية فى عرض مواقفة
كما آمن بالمهدية بعد تردد ودافع عنها
وافرغ آراءه فى كتابه (الآيات البينات) الذى يعتبر مرجعاً أساسياً فى جذور المهدية وحقيقة مهدية مهدى السودان، وصحة دعوته
كما وضع معياراً واضحاً فى أدبيات الجدل مع الخصوم، مستهدياً فى ذلك بثقافته العربية الإسلامية، واطلاعه على التراث الصوفى وخاصه ابن عربى والشعرانى.

وفى الكتاب عرض لمسيرة حياته، وروافد ثقافته، وادبياته، وقد قسمه المحقق الى قسمين: قسم الدراسة، واخر لادبياته، اعتمد فيه على المصادر والمراجع المدونة والمروية، وما كتب عنه من قبل، ثم أدبيات الزهرا نفسه، واستنبط منها كثيراً من القضايا التى تناولها الكتاب، وانتهى من ذلك الى انه خلف أغنى ذخيرة عن المهدية، واعتبر قصائده خير مصدر لبيان تحوله من مدافع ومؤمن الى معارض يائس، معرض للبطش والسجن.

وفى الكتاب مواقف وحقائق غائبة عن الكثير من العامة بل الدارسين وقد توصل المحقق من قراءته المتمعنة، وفحصه الدقيق للمحررات ومستعيناً بخبرته المنفردة فى علم الوثائق، ودراساته المتنوعة الى ضرورة اعادة النظر فى مواقف واحداث شاعت، كحقائق ثابتة دون دراسات متأنية من ذلك للمثال، مسألة تعيين القضاة، واشعاره عن جهل الولاة وضرورة تعيين العلماء فى الوظائف الرسمية ثم دراسة العوام وشرح الراتب أما عن وقف الحسين من المهدي فان المحقق خلص بعد عرض تحليلي لكل الشواهد الى آراء وملاحظات نراها جديرة بالتنويه.

فهو يصوب ما شاع عن بعض أوصاف المهدي وهنا يذهب المحقق الى أن زهرا عانى كثيراً ليعبر بحر متلاطم الأمواج لكثرة ما تداوله الناس عن المهدي المنتظر، ولتعارض المقولات واستحالة جمعها في شخص واحد ما دفعه الى الإستعانة بالمنطق ومقدرته في الجدل ليؤل الأمور ويطبعها.

ويكشف المحقق الرغطاء عن مكمن الخلاف بين العلماء وقد أفاض الحسين زهرا وبين وجه القياس القائم على الشواهد عند العلماء وبين القياس الباطني عن المهدي الذي زعم أنه يتلقى من الرسول مباشرة هو قياس دونه قياس دونه مقاييس العلماء الذين يستحيل وصولهم الى حقيقة المهدي لأنها فوق ادراكهم.

والكتاب حافل بكثير من القضايا والمواقف الإختلاف والإتفاق ومنها نلمس جوانب من شخصية زهرا وثقافته ومواقفه وبين ما يؤمن وبين ادارة الخليفة بين أقرانه من العلماء وهم بين حاقد واشي ومكايد نظر الى موقفه في القضاء الذي ما كان مدركاً لخطورة تحمل مسئوليته وما لاقاه من كانوا قبله أمثال أحمد جبارة وأحمد علي.

ولم يكن ممكناً للحسين أن يؤسس نظاماً قضائياً بكل ضوابطه لا تطوير ما كان موضوعاً ومتميزاً ثم في عهد سلفه الذي كان صاحب تجربة فريدة.

هنا نرى المحقق كالجراح يمسك بالمبضع ويصل الى مكان الداء والى موقف الزهرا الذي لم ينقذه علمه ولا تمسكه بالعدالة بل جر عليه ذلك مشاكل عانى منها واعتبروه عارضاً ومصادماً وقد افضى ذلك الى نهايته وعجزه أمام خصومه في القضاء الذين وقفوا ضده وضد أحكامه لتجاوزه ـ حسب مفهومهم ـ أسس القضاء الذي عليه النظام.

الحق أن الحسين جر على نفسه ما لاقاه من سجن وتعذيب وجوع بسبب تمسكه بثوابت الشرع في القضاء دون نظر الى ثوابت الإدارة المهدية وسلطة الخليفة ويصور المحقق مشهد نهايته المأساوية بقوله بعض على الحسين وأودع في نفس الحجرة التي سبقه اليها القاضي أحمد علي والزاكي طمبل وأُوصد عليه الباب حتى مات جوعاً وعطشاً.

وهنا سؤال يفرض نفسه وهو لماذا لاقى عالم مثل الحسين سخر قلمه وعلمه لخدمة النظام وواجه الخصوم مثل هذا المصير المظلم ؟ هل كان وراء ذلك نفسية الحاكم وترصده لآراء صدرت منه لم ترق له إما لجهله وتعارضه مع ما يراه؟ وهل لأنه طالب بولية الأمور لذوي الكفاءة بدل الجهال فتآزر هؤلاء مع الحاكم ظناً منهم أنهم المعنيون بالجهال؟ أم لكيد الوشاة والحساد وضعاف النفوس من العلماء طلاب السلطة وأبواقها.

لا نملك إجابة شافية فالقضية شائكة والروايات متضاربة ولكن المحقق بحسه الوثائقي والنقدي ورصده العلمي أدلى بدلوه ودعم عرضاَ..... ولمس جوهر الحقيقة وانتهى الى ما رآه سبباً مباشراً لما آل للزهرا، ونفى كثيراً مما قيل عن غضب الخليفة عليه بسبب قصيدته ( جهل الولاء ) ورميه بالجهل. وعرض تقرير المخابرات المصرية وهي وثيقة رسمية وانتهى الى أن السبب كان لتمسك الزهرا بالنصوص الشرعية ومعارضة أحكام الخليفة ويقول ( أن خلافاً وقع بين الخليفة وفقهائه وبين الحسين في أمورا وأن الحادث المباشر لسجنه وموته كانت قضية دنلا وتحير القارئ الى التفاصيل في صفحات 108 ـ 123 .وهناك قضايا كثيرة كانت مثار خلاف بين الخليفة وفقهائه من جهة وبين الحسين من جهة أخرى منها مسألة الرضاع والزواج وعلم المهدي وموقفه من الخليفة.

ويعرض الملف بعد ذلك رسائله في الدعوة ونستنبط منها كثيراً من آرائه ومواقفه، ثم يتوقف عند اعماله ويبدؤها برسالة الآيات البينات. وقد كتبها الحسين رداً على علماء الخرطوم وفيه فند آرائهم ومؤيداً مهدية مهدي السودان وقد جاء في 56 صفحة دون أبواب وفصول مع شروحات في الهامش وبين ثنايا السطور وفيها يحصر قضية المهدية في تسع قضايا أو آيات قارن لها بين أوصاف محمد وصفاته وظروف ظهوره وبما جاء في التراث الإسلامي عن المهدي المنتظر.

وفي السفر قضايا كثيرة عن العلم والمجتمع والعمل والكسب الدنيوي وإهتمام المهدي بذلك وبيان لما أُشيع عن رفض المهدي لحياة الدنيا وايثار الآخرة، وهنا يأتي الحسين ليؤكد ان المهدي لم يلغ العمل للدنيا كلياً وانما ركز على العمل للآخرة ولبناء المجتمع الدنيا لزاهد لأن الناس لم تفهم دنياهم وانكفات عليهم الا إلتفات الى آخرتهم. في الكتاب جوانب كثيرة منها اشعاره ومحرراته وبقية مصنفاته عن شرح الراتب والتعقيب على رسالة العوام لم نتناولها هنا لضيق المساحة.

ودالشايب 03-15-2010 08:07 AM

up
واصل استاذنا عمر السرد

عوض خضر 03-15-2010 08:07 AM

عمر الله يديك العافيه اولا علي هذا السرد والتلخيص الرائع وثانيا لأنك رويت بعض ظمأنا لمعرفة هذا العالم الجليل وللمره الأولي نتنبه لكيفية كتابة زهرا علي الاقل بالنسبه لي التحيه لك ، تاني البفكك مننا شنو التلخيص رائع بحثنا عن الكتاب او أي شئ عن الشيخ ولم نجده كما اسلف ود الشايب ولكننا وللحقيقه نريده اسهابا البوست مفتوح وهاهو يحقق جزء يسير من هدفه علي يديك تخريمه من خلال سردك اجد تشابه بين الشيخ وبين الكثيرين من رفضوا ان يكونوا وعاظ السلاطين وانا استمتع بمتابعة ماكتبت سيرة الحلاج تحلق حولي هل يمكن ان يكون هناك تشابه علي الأقل في طريقة الموت المأساويه لك الشكر وذي ماقتليك متحرنك

عوض خضر 03-17-2010 02:34 PM

وصلنا ياشباب لنقطه في هذا الموضوع لنجمع كتيب تعريفي بهذا الشيخ ولتكن البدايه من ماكتب حتي الان


All times are GMT. The time now is 07:08 PM.

Copyright ©2000 - 2024, Futeis.com