محمد الامين فطيس او الحويج كما يناديه زملاءه

قد تكون تسمية الحويج وهي تصغير للحاج من ورعه وبعده عن ما يقبح افعاله وعفة لسانه وتمسكه الشديد باخلاقياته العاليه

رجل يضحك همسا ويتحدث همسا ويصيخ استغراقا قليل الحديث متمهل في ردوده التي دائما ما تكون مدروسه ومرتبه لم يعنف احد مرؤوسيه ابدا ولم يبد تذمرا علي رؤسائه وكان يبتعد قدر الامكان عن

الصخب والضجيج ولكنه يحب مجالسة زملاءه والاستماع اليهم ونادرا ما يبدي امتعاضا الا ان كان يمازح احدهم


ترقي حتي وصل ناظر اول محطه وهو الناظر الوحيد الذي لا يبارح المكتب الا بعد ان يناقش مع زميله في الورديه الاخري تفاصيل تقرير التسليم والتسلم وبعد ذلك يعتمر عمامته

التي لاتفارقه حتي مع الخاكي الخاص بالسكه الحديد ويغادر في تؤده غير عجل ويمشي في خطوات صغيره واطراقه لا تفارقه حتي منزله

وعند مغادرته يبداصياح زملاءه من الورديه الاخري ممازحين طالبين منه ان يبقي قليلا ولا تكون الاجابه الا ابتسامه صغيره

لم يتاخر يوما ولم يغادر قبل موعده عند حضوره وفي حال عدم وجود ناظر الورديه المغادره كان ينهب الاوراق صاعدا نازلا مقتربا منها حتي التلامس كانه يلعقها ويلم بكل اطراف مايتعلق بيوم العمل


ثم ينادي المحولجي ويفتح معه نقاشا طويلا حول مرور كندره ومرور القوز او الشافعي

ثم يبدا يجري اتصالاته اللاسلكيه مع المحطات الاخري

وبعد ان تتضح ملامح خطة يوم العمل يخرج ليجالس العمال في انتظار توافد القاطرات

وفي الشتاء كان العم محمد الامين عباره عن كومة ملابس ثقيله متحركه اذ كان هو والشتاء عدوين لدوين


وما زلت اذكر ايام عمله ككمساري عندما يدخل للمكتب مرتعدا فاركا يديه باحثا عن ركن دافئ يجلس ثم يغمض عينيه في استمتاع بالدفء الطارئ

ولكن عندما تجهز اوراقه يهب واقفا يحملها ويصعد لمؤخرة القاطره التي تنتهكها الرياح البارده ويغطس وسط جوالات القطن

لم يتملق احدا ولم يتقدم الصفوف لا ستقبال مدير او مسئول اذ لم يكن يري فيهم خيرا

كان ماهرا في الاعمال اليدويه الدقيقه كالتعامل مع الاجهزه الالكترونيه المعطوبه كاجهزة الراديو وغيرها

وكما حضر للسكه الحديد في هدوء ودون جلبه غادر كذلك دون جلبه ولكن ضجت جنبات الضباب حزنا علي فراقه

ونواصل

في الخريف تكتسي الضباب بحله غامقة الخضره

اذ تكسوها عشبه خضراء اوراقها كبيره سميكه تسكب سائل شبه لبني اذ تم قطعها

وهي غير مستساغه للماعز لذلك تطغي علي بقية الحشائش وتغطي كل الضباب وتبقي كذلك حتي نهاية الخريف فتبدا في الاصفرار والتراجع حتي تتحول الي اعواد صغيره متناثره

وبعد ان تفرض هذه العشبه سيطرتها علي كل المساحات بين البيوت يضطر الناس لحفر دروب من بيوتهم حتي المخارج الرئيسيه لئلا يضطروا للسير في العشبه التي تكون رطبه دوما وتترك اثرا

اخضر صابغ علي الملابس خصوصا البيضاء منها وطبعا هذا ينطبق علي كبار السن فقط

وكما قدمت ان هذه العشبه البهائم لاتتعاطاها وان فعلت ففي اخر الخريف وبكميات قليله

ولاتنجو منها الا الاماكن العاليه او الميادين التي تكون فيها العشبه نهبا لاقدام الصبيه

وفي الخريف النجيل الدائري الذي يبدوكاطار مخضر للجدول الجانبي يتزايد ويتطاول ويتمدد حتي الاشجار القريبه

والشجيرات الشوكيه تطل بفروعها الدقيقه من بين الأعشاب

اما اشجار البان والتي تمثل النوع الثاني من حيث الكثافه بعد النيم في الضباب فتبدو مزهوه قليلا لون اوراقها الخضراء الباهته تبدو اكثر زهوا من قبل اشجار السدر ( تنقض مشاطها ) خريفا وتبدو كمظلات ضخمه خضراء تتناثر فيها الازاهير الفاقعة الصفار كبقع طلاء صغيره دلقت دون ترتيب

واعشاب الحسكنيت والعنكوج والضريسه وام كويعات تتسابق في النمو حتي تكمل دورتها قبل النضوب

الضفادع تعزف سيمفونية المطر يوميا كلما افلت الشمس وتبدو وكأنها في احتفاليه صاخبه لن تزف نهايتها الا بعد ان يبدا الخريف في لملمة قطراته ورعوده وغيومه مزمعا الرحيل

ورغم ان الارض الطينيه تجعل السير بعد الهطول امر شائك الا اننا كنا نعشق السير فوق الاعشاب المبلله التي تلثم الاقدام بحنو مشبع بالطل

والاعشاب تنتشر بين الخطوط وفوقها مما يجعل ازالتها قبل الموسم امر بالغ التعقيد احيانا

ورغم ان الفضاءات المعشوشبه تبدو في البدايه كانها اخذت علي حين غره ببداية الهطول الا انها سرعان ماتتزين في ابهي حله تجعل الاخضر يمتد علي مد البصر حتي يتلاقي بالحقول دون فواصل مرئيه

والخريف في الضباب ليلا يبعث شئ من الكدر في النفس اذ ان امطار الليل تكون حائلا بيننا وبين النادي وبين الجلسات تحت الاعمده

وكذلك تكون المحطه حالكة الظلام الا من غمزات البرق السريعه

والناس عادة ما يأوون مبكرا لاسرتهم خريفا والنساء يحتجن للكثير من الجهد ( للعواسه ) المتاخره

اذ ان اعواد القطن تكون مبلله غير قابله للاشتعال الا بعد جهد جهيد

ونواصل

جاييك العيد انشاءالله ايامك كلها عيد شكرا يا العريس علي المرور

ارى انك قد نسيت البعوض لا ادري عن عمد ام سهوا

السنجك .. صباحو

الليله طبعا ما بتنوم خالى عاطف وعمو عبده قشروليك موضيعين جاهزين قبل الحلقه الاخيره ودى صبعا كانت بتجى بعد ( جدنا محمد فطيس)

مداخلة عاطف كأنه قرأ افكاري كنت متربص لعوض حتي يأتي لذكر الأعياد ونكهتها .. وكما قال عاطف كأن العيد لن يبدأ ويكون الأ بسماعنا لنوبة الختمية ولكن في زهني العم المرحوم الجهير الخليفة محمد الحسن والد أخونا عبدالماجد وعلي النوبة المرحوم جبريل آدم كوة والترمبيت السر سعد وأحيانا بعض الأخوة علي الأخري .. والأعلام وذلك المهرجان الجميل والأصطفاف والخروج من الزاوية الي صلاة العيد .. لا أود الأسهاب مع الذكريات الجميلة التي أخذتني .. أترك المجال لعوض .. لانو مباري الجماعة تحت رجولهم وعندو الجميل من ذلك .. رحم الله عمنا محمد الحسن وأخونا جبريل والعم الخليفة الأمين وكل المؤمنين والمؤمنات ومد الله في أعمار الأحياء ومتعهم بالصحة والعافية ..

أطيار النورس
 

[imgr]http://vb.futeis.com/uploaded/24_01273480970.jpg[/imgr]

الاخوه العريس ودنورين ، الباقر ، ابوعبدالرحمن ، عمار مروركم المضئ اعطاني دفعه رغم تغيبي اليوم لضغط عمل ودنورين هل يمكن لمثلي ان ينسي البعوض وانا اكثر خلق الله معاناة الا تذكر كيف كنت ابحث عن مأوي ليلا

عندكم في الحله هربا منها ولكني كنت ادفع هذا الموضوع بعيدا لان ذكراه مريره ابوعبدالرحمن لوحة العيد جاهزه كمسوده من قبل ولكن لان العيد مرتبط عندي بالمرحوم الخليفه محمد الحسن عبدالماجد والخليفه عوض محمد فرح

والمرحوم الخليفه الامين احمد عبدالله والخليفه حسن مرضي كما هو عندكم وبما اني لم اصل لهولاء الذين اثروا الوجدان بعد فانشاءالله اللوحه ستدرج مع سيرتهم العطره الباقر لسع بعيد يادوب في مسودات ومكالمات مع بعض الاخوه اتت اكلها

ومنهم اخونا قاسم مصطفي ذو الذاكره الفوتغرافيه عمار هذه الاماكن تسكنني في حاضري الان مازلت امارس ازدواجيه غريبه في تعاملي معها امام الناس هي ماضي ابتعدت عنه ولكن عندما اخلو الي نفسي تتحرك الشخوص

وتهتز فروع الشجيرات ويتدفق الجدول الجانبي وهكذا استمد القوه علي الاستمراريه دون انكسار لكم جميعا ورود صباح الخير من جدول الضباب الخلفي وفراشات الكتر وضحكة طفله ناحله ( ترد) الماء رغم الملاريا

يمتد الجدول الجانبي كساعد رقيق يحتوي الضباب ملتفا حول خصرها كانها يراقصها رقصة التمازج والتداخل في الاخر حتي التلاشي والتوحد ومن شجرة العمده تمتد الاشجار شمالا بشكل مائل شجرة علي خليل شجرة طه شجرة حسن بخيت

ثم شجرة المرحوم عبدالرازق الدرديري

وشجرة سعد عثمان وكل هذه اشجار نيم تتخللها الكثير من اشجار البان والسنط والعشر واللالوب والدوم والنخيل

ولكل شجره نكهه و( حوبه ) في العابنا التي يمكن ان تكون احيانا ترتبط بموسم معين او تكون العاب دائمة التجدد

وهذه الاشجار تقف علي اعتاب الجدول الخلفي كانها تحول بينه وبين الغاء مساره في


الضباب وفي نهاية صف الاشجار هذا ينعطف الجدول بصعوبه واضحه ليصل زرايب العمال الذين يقطنون شمال المحطه وهم بالترتيب من ركن الضباب سعد عثمان ومحمد احمد الحاج ثم الي الداخل عبدالله الكردي

وكذلك يمتد ليروي زريبة رمضان حسن التي اتينا علي ذكرها من قبل ويتلاشي تماما ينهاية زرائب الخضروات قرب الخطوط الشماليه ام الاشجار بالقرب من الخطوط فيرويها جدول ياتي من نفس الدوران

وانما يتخذ مسارا موازي للجدول الاول ليبدا بزريبة العم مبارك قسم الله شفاه الله والعم عوض جمال الدين ويمر قرب النادي القديم وزريبة المرحوم عبدالرحمن الرفاعي والمرحوم رزق الله سعيد ثم زريبة


العم علي نور الدين صباحي والعم محمد عبدالمجيد ارباب ويمتد جوار الخطوط حتي يتلاشي قرب صف الاشجار في اقصي شمال الضباب


مما يجعل من الجدولين صندوق اخضر شبه مكتمل حول الضباب

مع ان زياراتنا لصف الاشجار المذكوره احيانا يكون لحالات ضروره مثل ان يتم طردنا من قبل المرحوم العمده الا اننا لابد ان نمر بها خلال الاسبوع لحصد ثمار النيم او التباري علي صعود بعض الاشجار المستعصيه او الوصول لبراشوت جديد تم اكتشافه من قبل اولاد الفازوبه واطلقوا تحدي في وجه الكل للتعامل معه فنهرع جميعا لكسر حاجز التفوق

او يكون احدنا اخطأ واستخدم فاسا واذا حدث هذا سنظل اياما ممنوعين من الظل

ورغم انها عقوبه تبدو واهيه الا انها كانت قاسيه جدا حينذاك

النجيل يمثل بساط طبيعي يتخلل الاشواك والشجيرات و يصل حتي اطراف البيوت ويغطي مابين الجداول ممعنا في التوغل جنوبا حتي حدود الحقول

والجدول امام الضباب يفصل بينها وبين الحقول التي تمتد حتي المصرف

ونواصل